«الذهب» يقفز و«الدولار» يزدهر.. أسواق 2025 بين الهدنة والتقلبات الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب والعملة الأجنبية تطورات ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، إذ تأثرت بشكل كبير بالتغيرات في الأسواق العالمية والتوترات الجيوسياسية، فمع تعافي الأسواق وزيادة الثقة في الاقتصاد، شهد الذهب تراجعًا في أسعاره نتيجة لانتعاش الدولار الأمريكي والهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي ساهمت في تقليص الطلب على أصول الملاذ الآمن، وتفوقت العملات الأجنبية على استقرار السوق العالمي.

تأثير الأسواق العالمية على أسعار الذهب

تغيرت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال السنة الحالية نتيجة للأحداث الاقتصادية الرئيسية، فقد سجلت العقود الآجلة للذهب انخفاضًا في تعاملات يوم الاثنين، حيث تراجعت العقود لشهر يونيو بنسبة 1.84% لتبلغ 3282.50 دولارًا للأونصة، بينما انخفضت العقود الفورية بنسبة 1.52% لتسجل 3274.28 دولارًا للأونصة، هذه التقلبات جاءت بعد إعلان نتائج إيجابية للهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في وقت يعتمد المستثمرون بشكل رئيسي على الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم وعدم استقرار الأسواق.

كما أن هذه التحركات الاقتصادية القوية أظهرت تحولاً في اهتمامات السوق، حيث انعكست الثقة في الاقتصاد العالمي على انخفاض الطلب الفوري على الذهب، ومع ذلك، يبقى الذهب حافظًا لقيمته كأفضل ملاذ آمن في الاتجاه العكسي لأي تهديد اقتصادي عالمي محتمل.

أسباب انتعاش الدولار وتأثيره على الذهب

شهد الدولار الأمريكي انتعاشًا قويًا أمام معظم العملات الرئيسية مع إعلان الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فقد ارتفع بنسبة 1.7% أمام الين الياباني ليبلغ 147.835 ينًا، وبنسبة 1.5% أمام الفرنك السويسري ليصل إلى 0.84405، بينما تراجع اليورو بنسبة 1.3% إلى 1.1109 دولار، والجنيه الإسترليني بنسبة 1.1% إلى 1.3175 دولار، أشار الخبراء إلى أن تحسن الأسواق المالية وعوائد السندات هي عوامل أساسية ساهمت في هذا النمو، مما أدى إلى انتعاش الدولار على حساب الذهب.

الهدنة التجارية المعلنة بين القوى العظمى تضمنت تخفيض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، ما جعل السوق أكثر استقرارًا، وهو تحول أثر مباشرة على انخفاض الاهتمام بالذهب باعتباره أحد الأصول الآمنة، لصالح الدولار والعملات الأخرى.

الدور المستمر للذهب في ظل التحولات الاقتصادية

رغم هذا التراجع، يظل الذهب أحد الأصول ذات القيمة العالية التي لا تفقد بريقها، فهو يمثل خيارًا مهمًا للأفراد والحكومات لتحوط محافظهم الاستثمارية ضد الأزمات والتضخم المالي، إضافة إلى مكانته التاريخية كعنصر رئيسي للتعامل المالي والادخار طويل الأجل، ويبقى للتقلبات السياسية والاقتصادية العالمية تأثيرًا كبيرًا في توجيه تفضيلات المستثمرين بين الذهب والعملات الأجنبية.

العملة النسبة المئوية للتغيير
الدولار/ ين ياباني +1.7%
الدولار/ فرنك سويسري +1.5%
اليورو/ دولار -1.3%
الجنيه الإسترليني/ دولار -1.1%

يُتوقع أن تستمر تطورات السوق العالمي في التأثير على الذهب والعملات الأجنبية، ومن المرجح أن تتزايد التقلبات مع استمرار الترقب للأحداث السياسية والاقتصادية، مما يجعل مراقبة الوضع الحالي أمرًا بالغ الأهمية للمستثمرين والسوق المالي العالمي.