«انطفاء مفاجئ» بريق الذهب يثير القلق في الأسواق العالمية

يعتبر الذهب من أهم المعادن التي تجذب الاهتمام العالمي، فهو الملاذ الآمن وقت الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالأسواق العالمية. تزداد قيمته خصوصًا مع تزايد حالة القلق وعدم اليقين، بينما قد يتراجع تأثيره عند انتعاش الأسواق واستقرار الأوضاع الاقتصادية؛ مما يجعله سلعة مضاربة تعتمد بشكل كبير على الظروف العامة وليس استثمارًا بالمعنى التقليدي.

أثر الأخبار الاقتصادية على أسعار الذهب

شهدت الأسواق تغييرات واضحة بعد الاتفاق المؤقت بين الولايات المتحدة والصين لتأجيل تطبيق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، مما أدى إلى انتعاش ملحوظ في الأسهم والعملات الرقمية؛ وهذا صاحبه انخفاض في أسعار الذهب بقيمة تقارب 100 دولار. في الوقت نفسه، أشار الفيدرالي الأميركي إلى استمرار تثبيت سعر الفائدة عند 4.5 رغم ضغوط الإدارة الأميركية، مما يعكس حالة الشكوك المحيطة بالتضخم نتيجة للرسوم الجمركية وتأثيرها على الأسواق. هذه القرارات تضع الذهب في موقف ضعيف على المدى القريب، حيث ينخفض الطلب عليه بفعل التحسن المؤقت في القطاعات الأخرى.

تحليل السوق وتأثير المؤشرات الاقتصادية

وفقًا للمؤشرات الاقتصادية الأخيرة، أظهر معدل التضخم ثباتًا عند 1.8% للشهر الثاني على التوالي، في حين حقق النمو الاقتصادي GDP تحسنًا بنسبة 4.99% نتيجة لتخفيف القيود الجمركية مؤقتًا. من جانب آخر، تشير عوائد السندات الأميركية قصيرة ومتوسطة الأجل إلى تحسن السوق، مما قد يدفع الفيدرالي للحفاظ على سعر الفائدة دون تغيير حاليًا حتى تتضح سياسات الإدارة الأميركية بشكل أكبر. يعود ذلك إلى أن أي تغيير سريع في السياسات النقدية قد يؤدي إلى ارتباك في السوق، ما يجعل التحليل الأساسي يميل إلى السلبية بالنسبة للذهب على المدى القريب، لكنه يترك المجال مفتوحًا لتحسن السوق على المدى المتوسط والطويل.

التحليل الفني وتوقعات أسعار الذهب

يتداول الذهب حاليًا حول مستوى 3220 دولارًا، حيث يشهد تذبذبًا ملحوظًا وفقًا للانحراف المعياري الذي بلغ 173. هذا التذبذب يجعل من الصعب تحديد اتجاه الأسعار بدقة، لكنه يشير إلى احتمالية حدوث تصحيح سعري مستقبلي. وفقًا لتحليل فيبوناتشي، فإن منطقة التصحيح من المتوقع أن تنتهي بين 2900 و2950 دولارًا إذا أغلقت الأسعار أسفل مستوى 3180 لمدة ثلاث جلسات متتالية. وعلى المدى البعيد، هناك تفاؤل بتحقيق ارتفاعات كبيرة، حيث تتوقع بعض التقديرات وصول الأسعار إلى 4000 دولار في عام 2026 و6000 دولار بحلول 2029، بناءً على ديناميكيات السوق العالمية.

يبقى الذهب أداة أساسية في محفظة المستثمرين، لكن لابد من فهم العوامل الأساسية والفنية المؤثرة عليه لاتخاذ قرارات استثمارية حكيمة. على الرغم من جاذبيته كملاذ آمن، إلا أن المضاربة عليه خلال التداول العرضي قد تكون محفوفة بالمخاطر. لذا يجب وضع استراتيجيات استثمار طويلة الأجل تعتمد على تحليل شامل للسوق لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.