«خسارة ضخمة».. سعر الذهب العالمي يتراجع بأكثر من 3% خلال التعاملات!

شهدت أسعار الذهب العالمية اليوم هبوطًا ملحوظًا في التعاملات الفورية، إذ انخفض سعر المعدن الأصفر بنسبة 3.39% مسجلًا نحو 3212 دولارًا للأوقية (الأونصة) نتيجة عوامل اقتصادية ومؤشرات سوقية متعددة، يأتي ذلك بالتزامن مع اتفاق جديد بين الولايات المتحدة والصين يهدف إلى تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة، ما دفع أسعار الدولار للارتفاع وأثر على الطلب على الذهب كملاذ آمن.

تأثير الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين على سعر الذهب

أدى الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى تهدئة التوترات التجارية التي استمرت لفترة طويلة، إذ تضمن الاتفاق تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين، هذه التغيرات انعكست بشكل مباشر على ارتفاع قيمة الدولار عالمياً نتيجة زيادة الثقة بالاقتصاد الأمريكي، ومع زيادة قوة الدولار وانخفاض المخاطر الجيوسياسية، يقل الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، وبالتالي يؤدي إلى تراجع أسعاره؛ توقع محللون أن تنخفض أسعار المعدن الأصفر إلى مستويات أقل خلال الفترة القريبة القادمة.
كما يشير خبراء الأسواق إلى أن الاتفاق يمثل توقفًا مؤقتًا للمخاطر الاقتصادية المرتبطة بالرسوم الجمركية، لكنه قد يدفع البنوك المركزية لتعديل سياساتها المالية بما يشمل خفض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي، ومن المحتمل أن تستغل الحكومات التراجع الحالي في أسعار الذهب لزيادة مخزوناتها من المعدن النفيس.

عوامل إضافية تؤثر على أسعار الذهب

بجانب الاتفاق التجاري، هناك عوامل متعددة تسهم في تحديد اتجاه أسعار الذهب، من أبرزها السياسات النقدية التي يعتمدها مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إذ تترقب الأسواق إصدار تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المرتقب غدًا لتقديم إشارات حول السياسة النقدية المستقبلية، التغيرات في السياسية الأمريكية غالبًا ما تؤثر مباشرةً على قيمة الدولار، وبالتالي على أسعار السلع الأساسية مثل الذهب.
إلى جانب ذلك، فإن القرارات الاقتصادية مثل رفع أو خفض أسعار الفائدة تلعب دورًا رئيسيًا، حيث يترتب على خفض الفائدة تراجع قيمة الدولار، مما يعزز الطلب على المعدن الأصفر، في المقابل عندما ترتفع الفائدة، يصبح الاستثمار في الذهب أقل جاذبية مقارنة بالأصول ذات العوائد الثابتة.

هل الوقت مناسب للاستثمار في الذهب؟

التغيرات الحالية في أسعار الذهب قد تفتح فرصًا استثمارية للمستثمرين الباحثين عن شراء الذهب عند مستويات منخفضة نسبيًا، يعتبر انخفاض السعر فرصة لتحقيق مكاسب طويلة الأجل عند ارتفاع الأسعار مستقبلًا، لكن يجب على المستثمرين القيام بتحليل شامل للوضع الاقتصادي الحالي ومراقبة التحركات المستقبلية للأسواق العالمية قبل اتخاذ أي قرار.
كما يجب الوضع في الاعتبار أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية حيث يمكن أن تبقى توقعات الأسعار غير مستقرة على المدى القصير؛ لذا فإن الاستثمار الحكيم في الذهب يحتاج إلى تخطيط وبناء استراتيجيات متوافقة مع الوضع الاقتصادي العام.