«تراجع مفاجئ» لأسعار الذهب في مصر.. انخفاض 125 جنيهًا بعد اتفاق الصين وأمريكا

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ عالميًا مع بداية تداولات الأسبوع، حيث سجل المعدن الأصفر مستويات منخفضة هي الأدنى منذ أسبوع، وذلك بالتزامن مع صعود الدولار الأمريكي عقب الإعلان عن اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين. أدى هذا التحول إلى تقليل الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية، ما ساهم في الضغط على أسعار الذهب ودفعها للهبوط.

تأثير الاتفاق التجاري على أسعار الذهب

شهد الذهب انخفاضًا واضحًا بعد اختتام الولايات المتحدة والصين لمحادثات تجارية إيجابية في جنيف، التي عملت على تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وأدى الاتفاق إلى خفض العجز التجاري الأمريكي، بينما أشار الجانب الصيني إلى تحقيق توافق مشترك. هذه التهدئة أثرت بشكل مباشر على الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق، ترامب، إمكانية تقليل الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية، مما قلل من المخاوف في الأسواق المالية.
مع انخفاض الطلب على الذهب، تراجعت أسعاره العالمية إلى مستوى 3200 دولار للأونصة، بعد أن كانت قد وصلت إلى مستويات قياسية خلال الفترة التي تصاعدت فيها التوترات التجارية. في المقابل، تعزز الدولار الأمريكي ليصل إلى أعلى مستوياته في 4 أسابيع، مما زاد من الضغوط السلبية على المعدن النفيس.

أسعار الذهب في مصر وتأثيراتها المحلية

على الصعيد المحلي، شهدت أسعار الذهب في مصر انخفاضًا متأثرًا بهبوط الأسعار العالمية وتراجع محدود في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه. افتتح عيار 21، الأكثر انتشارًا، تداولاته عند 4570 جنيهًا للجرام، لينخفض بشكل كبير مقارنة بجلسة الأمس التي شهدت تداولًا عند 4715 جنيهًا. أضعفت هذه العوامل من تسعير الذهب المحلي، حيث يعتمد السوق المحلي بشكل رئيسي على حركة الأسعار العالمية، بالإضافة إلى تعديلات سعر الدولار محليًا.
في الوقت ذاته، أعلنت بيانات البنك المركزي المصري ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي ليصل إلى 48.1 مليار دولار في أبريل، مسجلاً زيادة بمقدار مليار دولار منذ بداية العام، وهو ما يعكس مرونة الاقتصاد المصري رغم التحديات العالمية.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

من المتوقع على المدى القريب أن تستمر أسعار الذهب في مواجهة ضغوط هبوطية بسبب استقرار الأسواق وضعف التوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى استمرار قوة الدولار الأمريكي. ومع ذلك، قد يشهد المعدن الأصفر بعض التحركات التصحيحية إذا ظهرت مؤشرات جديدة تعزز الطلب على الملاذ الآمن عالميًا. محليًا، تظل حركة الذهب مرهونة بسعر الصرف وتطورات الأسواق العالمية.
في الوقت الراهن، يراقب المستثمرون بعناية تطورات التصريحات المتعلقة بالاتفاقيات التجارية بين واشنطن وبكين وتداعياتها على الأسواق المالية، حيث ستحدد هذه الأحداث الاتجاه المستقبلي لأسعار الذهب سواء العالمية أو المحلية.