اتفاق ترمب وبوتين: ماذا يعني لأوكرانيا؟ تحليل وتداعيات الموقف السياسي | كتاب عمون

نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التوصل إلى اتفاق مع نظيره الأمريكي دونالد ترمب خلال مكالمة هاتفية تاريخية، تضمنت الموافقة على مقترح هدنة بين روسيا وأوكرانيا لمدة ثلاثين يومًا. هذا الاتفاق فتح المجال أمام التفاوض لوقف الحرب وتعزيز العلاقات الأمريكية الروسية، مع تركيز خاص على استهداف قطاعات محددة دون وقف شامل لإطلاق النار.

اتفاق محدود بين روسيا وأوكرانيا

شهدت المكالمة الهاتفية بين بوتين وترمب تأكيدًا على اتفاق جزئي لوقف إطلاق النار، يشمل تجنب استهداف قطاع الطاقة والبنية التحتية. يبدو أن الطرفين خرجا بمكاسب متبادلة، حيث رحبت عواصم دولية مثل لندن وبرلين بالمحادثات المثمرة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات في تفسير المصطلحات وتحديد المناطق المستهدفة بالاتفاق، فضلاً عن الضغوط الروسية لوقف المساعدات الأمريكية والأوروبية لأوكرانيا خلال فترة الهدنة.

الموقف الأوكراني والمصالح الروسية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبدى مخاوفه من مضمون المكالمة ووصف الموقف الروسي بأنه محاولة لكسب الوقت دون التزام بوقف شامل لإطلاق النار. من جهة أخرى، تسعى روسيا لتثبيت سيطرتها على المناطق الجديدة مثل “لوغانسك” و”دونيتسك”، حيث عرضت مغريات اقتصادية على الشركات الأمريكية لتعزيز الاعتراف الدولي بضمها لهذه الأراضي، وهو ما يزيد الأمور تعقيدًا بالنسبة للموقف الأوكراني.

مستقبل الحرب في ظل الهدنة

على الرغم من إعلان الهدنة، تستمر الخيارات الأوكرانية بالانحصار. فالوقت ليس في صالح أوكرانيا، ما يدفعها لاعتماد ورقة الدعم الأوروبي لمواجهة التحديات. بالمقابل، تعزز روسيا ضغوطها الميدانية على كييف لتوسيع سيطرتها نحو مناطق جديدة مثل خاركوف وسومي. وفي حال فشل الجهود الأمريكية لفرض سلام دائم، قد تصبح الحرب طويلة الأمد مثل ملف الحرب الكورية.

تظل هذه التوترات عبئًا على الطرفين. روسيا ستواجه تحديات العزلة الدولية واستمرار العقوبات الاقتصادية، بينما ستجد أوكرانيا نفسها في مواجهة استنزاف مزمن، سواء استمر الدعم الأوروبي أو تراجع. يبقى الحل المرضي خيارًا ضروريًا لتخفيف العبء على الأطراف كافة.