«هبوط مفاجئ» أسعار الذهب تخسر 60 دولارًا بسبب قوة الدولار الأميركي

يشهد سوق الذهب العالمي تقلبات حادة نظرًا لعوامل اقتصادية وسياسية متعددة تتأثر بأحداث عالمية كبعض المفاوضات التجارية بين كبرى الدول. مع انخفاض أسعار الذهب بشكل ملحوظ نتيجة تعزيز قيمة الدولار الأميركي مقابل العملات الأخرى والتحسن في المباحثات التجارية، فإن المستثمرين يميلون إلى الأصول ذات العوائد المرتفعة تاركين الملاذات الآمنة مثل الذهب.

تطورات أسعار الذهب اليوم

سجلت أسعار العقود الآجلة للذهب انخفاضًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم، حيث تراجعت بنسبة 1.78% إلى 3284.40 دولارًا للأوقية، في حين شهدت عقود التسليم الفوري تراجعًا بنسبة 1.53% لتصل إلى 3274.04 دولارًا للأوقية. يتزامن هذا التراجع مع ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.24% مقابل سلة من العملات العالمية إلى مستوى 100.58 نقطة، مما يعزز قوة العملة الأميركية ويضغط على أسعار الذهب التي عادة ما تتحرك عكسيًا مع قوة الدولار. خلال الفترة ذاتها، شهدت أسعار معادن أخرى ارتفاعًا مثل الفضة التي ارتفعت بنسبة 0.73% لتصل إلى 32.96 دولارًا للأوقية.

تحليل أسعار الذهب وعوامل التأثير

وفقًا لأحدث التحليلات، فإن التفاؤل بشأن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين له تأثير كبير على أسعار الذهب. فمع توقيع اتفاقيات خفض العجز التجاري، تقل مخاوف الأسواق، ما يدفع المستثمرين للابتعاد عن الذهب الذي يعد ملاذًا آمنًا في الأوقات الحرجة. كما أن تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة حول إبقاء أسعار الفائدة ثابتة خلال الاجتماعات الأخيرة تعكس توجهاً لاستقرار السياسة النقدية على المدى القريب. ومع ذلك، يترقب المتداولون إصدار بيانات التضخم الأميركية للحصول على رؤية أوضح بشأن اتجاه الفائدة وأثرها على الذهب.

توقعات أسعار الذهب على المدى القريب

تشير التوقعات الحالية إلى استمرار الاتجاه الهبوطي لأسعار الذهب في الأسابيع المقبلة إذا استمرت قوة الدولار وتراجع التوترات الجيوسياسية. مع استقرار معدلات الفائدة عند مستوياتها الحالية، قد يصبح الذهب أقل جاذبية للمستثمرين مقارنة بأصول بديلة تحمل عوائد مرتفعة. يقدر الخبراء أن أسعار الذهب قد تصل إلى ما دون 3200 دولار للأوقية في ظل هذه الظروف، حيث تعتمد التوقعات بشكل كبير على المستجدات في السوقين الاقتصادية والجيوسياسية. ومع تحسن مفاوضات التجارة العالمية، من المتوقع أن تتقلص المخاطر المرتبطة بالملاذ الآمن، وهذا بدوره سيؤثر على الطلب على المعدن الأصفر.

في ظل هذا الوضع، يُنصح المراقبون بالاهتمام بالتقارير الاقتصادية المتوقعة قريباً والتي من شأنها أن تضيف مزيدًا من الوضوح حول مسار الأسوق المالية وأسعار المعدن الثمين.