«تراجع مفاجئ» لأسعار الذهب مع تطورات المباحثات الصينية – الأمريكية العالمية

شهدت أسعار الذهب اليوم تراجعًا ملحوظاً، نتيجة انتهاء المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة بإشارات إيجابية، وهو ما أثر بشكل مباشر على أداء السوق العالمي للمعادن الثمينة. إذ انخفضت أسعار الذهب والعقود الآجلة مع استقرار المخاوف حول تصاعد النزاعات التجارية وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي، وتزامن ذلك مع قرارات مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن أسعار الفائدة.

تراجع أسعار الذهب اليوم وتأثير المحادثات التجارية

انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.1% لتسجل 3286.86 دولار للأوقية، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.6% لتصل إلى 3291.60 دولار للأوقية، ويأتي هذا الانخفاض بعد إشارات إيجابية من المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة التي رفعت من ثقة المستثمرين وأثرت على قيمة المعدن النفيس، وتعود العلاقة العكسية بين أسعار الذهب وثقة الأسواق إلى طبيعة الذهب كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

أداء الذهب مقارنة بالمعادن النفيسة الأخرى

لم يكن الذهب وحده المتأثر في سوق المعادن النفيسة، إذ شهدت الفضّة تراجعًا طفيفًا في الأسعار بنسبة 0.1% لتصل إلى 32.65 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.4% مسجلًا 998.65 دولار للأوقية، كما زاد البلاديوم بنسبة 0.5% ليبلغ 980.41 دولار للأوقية، هذه التفاوتات في أداء المعادن تعكس التغيرات في الطلب العالمي واختلاف أوجه استخدامها سواءً في المجالات الصناعية أو الاستثمارية، حيث يبقى الذهب الأكثر تأثرًا بتغيرات الأسواق العالمية والسياسات الاقتصادية الكبرى.

قرارات الاحتياطي الاتحادي وتأثيرها على الذهب

أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي في اجتماعه الأخير على أسعار الفائدة دون تغيير، مشيرًا إلى تصاعد مخاطر التضخم والبطالة، هذا القرار يدعم استقرار الدولار الأمريكي نسبيًا، وهو ما يؤثر مباشرة على أسعار الذهب، حيث تتراجع جاذبيته للمستثمرين عند انتعاش العملة الأمريكية، الجدير بالذكر أن قرارات السياسة النقدية في الولايات المتحدة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب عالميًا، نظرًا لأن الذهب يُسعّر بالدولار، كما أن أي تغير في سياسة سعر الفائدة يؤثر على تكلفة الفرصة البديلة المرتبطة بشراء الذهب.

بالنهاية، فإن التغيرات في أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى تعتمد بشكل كبير على التطورات الاقتصادية العالمية، وخاصة الحروب التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى وتصريحات البنوك المركزية، وفي ظل التغيرات المستمرة، يظل الذهب الملاذ الآمن الأمثل للمستثمرين في أوقات عدم اليقين.