«مكاسب ضخمة».. بورصة الذهب تستعد للتداول غداً بعد ارتفاع 85 دولاراً

شهدت أسعار الذهب العالمية تحركات واسعة الأسبوع الماضي، حيث استجابت الأسواق للأحداث الجيوسياسية والتصريحات الاقتصادية المؤثرة، وحقق الذهب مكاسب ملحوظة بلغت 85 دولاراً للأوقية، بعدما كانت الأسواق قد تحملت خسائر شديدة ومتتالية، لتعود مرة أخرى إلى الارتفاع بالتزامن مع توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، والاستجابة لمخاوف المستثمرين تجاه التوترات السياسية العالمية.

أداء أسعار الذهب العالمية الأسبوع الماضي

قدمت بورصة الذهب العالمية أداءً قويًا خلال الأسبوع الماضي، حيث افتتحت تعاملاتها عند 3240 دولاراً للأوقية، وأنهتها بمستوى 3325 دولاراً، مدعومة بعدة عوامل أساسية. تتضمن هذه العوامل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الدول الكبرى، والتحذيرات العالمية بشأن الحرب الأوكرانية الروسية، فضلًا عن الحرب في غزة وتصاعد الصراع بين الهند وباكستان، إذ دفعت هذه الأحداث الكبرى المستثمرين نحو التحوط، ما أدى إلى زيادة الطلب على الذهب.

تأثير الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب

كان للسياسات النقدية الأمريكية دور كبير في تحريك أسعار الذهب الأسبوع الماضي، حيث أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي قرار تثبيت أسعار الفائدة، إلا أن التصريحات اللاحقة لرئيسه جيروم بأول أظهرت تحفظًا بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة قريباً، ومع ذلك، تتوقع الأسواق احتمالية خفض أول من الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس خلال يوليو المقبل، ما أثار تفاؤلًا حول انتعاش أسعار الذهب خلال الأشهر المقبلة، وبذلك أصبح المستثمرون أكثر إقبالًا على الذهب كملاذ آمن، في ظل هذه التوقعات الإيجابية المستقبلية.

أثر شراء البنوك المركزية على أسعار الذهب

شهدت احتياطيات الذهب العالمية زيادات ملحوظة بفضل شراء البنوك المركزية خلال الشهر الماضي، فقد أضاف بنك الشعب الصيني طنين جديدين إلى احتياطيات الذهب للشهر السادس على التوالي، مما يعكس استراتيجيات الصين لتعزيز مركزها المالي بمعدن الذهب. كما عزز البنك الوطني البولندي احتياطياته بمقدار 12 طنًا، ليصل إجمالي احتياطي الذهب لديه إلى 509 أطنان خلال أبريل، إضافة إلى شراء البنك الوطني التشيكي 2.5 طناً في نفس الشهر، مما ساهم في رفع الطلب العالمي على المعدن النفيس وتعزيز ارتفاع الأسعار.

ختاماً، فإن مستقبل أسعار الذهب يعتمد بشكل كبير على المستجدات الجيوسياسية واستراتيجيات البنوك المركزية تجاه الاحتياطي والأسعار العالمية للفائدة. تشير المؤشرات إلى أن الذهب سيبقى خياراً استراتيجياً للمستثمرين، لا سيما في ظل الأزمات العالمية وتذبذب الأسواق المالية، ومع استمرار هذه الظروف قد نرى زيادات جديدة في الأسعار خلال الفترة القادمة.