«إقبال غير مسبوق».. لماذا يتزايد شراء الأردنيين للذهب بشكل لافت؟

الذهب يُعتبر من أهم أدوات الادخار والاستثمار في الأردن والعالم بشكله العام، حيث يُنظر إليه تقليديًا كملاذ آمن خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، فعلى مدى التاريخ، ظل هذا المعدن يحافظ على قيمته في ظل التقلبات المتكررة في الأسواق المالية العالمية، وهو ما يجعله وجهة مثالية للمدخرين والمستثمرين الذين يبحثون عن استثمار مستدام وآمن.

الطلب على الذهب في الأردن: الكلمة المفتاحية

يشهد السوق الأردني طلبًا متزايدًا على الذهب مؤخرًا نتيجة القفزات المستمرة في أسعاره العالمية، وتحديدًا على الأونصات والمسكوكات الذهبية مثل الليرات الرشادي والإنجليزية، حيث ارتفعت معدلات الشراء بنسبة 65% حسب بيانات صادرة عن نقابة تجار الحُلي والمجوهرات، فمنذ تطبيق سياسات اقتصادية جديدة عالميًا، تضاعف اهتمام الأردنيين بالذهب كخيار استثماري يعكس الأمان على المدى الطويل، خاصة مع تقارير البنك المركزي الأردني التي أوضحت ارتفاع احتياطيات الذهب الوطنية إلى أكثر من 6.7 مليارات دولار.

هذا التوجه نحو الذهب في الأردن لم يأتِ من فراغ، بل يعكس تغييرات جوهرية في نمط الادخار، مع انخفاض الثقة في الأدوات المالية الأخرى، وقد أكد ذلك نقيب أصحاب محلات المجوهرات، مشيرًا إلى أن ندرة المسكوكات الذهبية في الأسواق المحلية جاءت نتيجة ارتفاع الطلب وقلة المعروض، مما جعل الذهب ملاذًا جاذبًا ومضمونًا للمواطنين.

أسعار الذهب: تأثير العوامل الاقتصادية والطلب المتزايد

تُعد القفزات التي شهدتها أسعار الذهب في الأردن جزءًا من تحركات عالمية أوسع، فقد ارتبط ارتفاع الأسعار بالتوترات الجيوسياسية والاقتصادية عالميًا، وهو ما أثر على حركة البيع والشراء في السوق المحلي، حيث عزف الأردنيون عن بيع ممتلكاتهم الذهبية نتيجة ترسخ قناعة ارتفاع الأسعار مستقبلًا، وعلى الرغم من هذه القناعة، إلا أن السوق شهد تحولًا في طبيعة الطلب من المشغولات التقليدية إلى السبائك والليرات الذهبية ذات الطابع الاستثماري.

من جهة أخرى، تلعب البنوك المركزية والدور الاقتصادي العالمي دورًا رئيسيًا في صعود الطلب على الذهب، فقد زادت الحكومات والمؤسسات من احتياطياتها، مما عزز الارتفاعات المستمرة في الأسعار، ومن المتوقع استمرار هذه الوتيرة في ظل محدودية المعروض وارتفاع الطلب.

صناعة الذهب في الأردن: تطور ملحوظ لتعزيز الاقتصاد

شهدت صناعة الذهب في الأردن قفزة فريدة بفضل افتتاح أول مصفاة وطنية لتنقية وتصنيع الذهب، مما عزز من إمكانيات التصدير إلى أكثر من 54 دولة حول العالم، هذه المصفاة المجهزة بأحدث التقنيات مكنت السوق المحلي من تحويل الذهب الخام إلى منتجات ذات جودة عالية وعيارات نقية تصل إلى 99.99%، كما ساهم هذا التطور في تحقيق نقلة نوعية في قطاع الذهب الأردني، حيث أصبحت المملكة لاعبًا إقليميًا أكثر تأثيرًا في هذا المجال.

بجانب ذلك، يعمل قطاع الذهب على التوسع في الأسواق الخارجية لتعويض انخفاض الطلب المحلي، خاصة مع تراجع القوة الشرائية للمواطنين جراء ارتفاع الأسعار، وإدراك الحاجة إلى دخول أسواق جديدة لتعزيز مداخيل القطاع وتحقيق التوازن بين الطلب والعرض.

في ظل مشهد اقتصادي مضطرب عالميًا، يبقى الذهب أداة أساسية للاستقرار، حيث يساهم في تعزيز الاحتياطات الرئيسية للأردن ويساعد في التصدي للأزمات، مما يجعله خيارًا رئيسيًا للمستثمرين والمدخرين على حد سواء.