«أسعار الذهب» قد تحقق قفزات تاريخية وتصل لمستويات قياسية بحلول 2029

يتوقع الخبراء الاقتصاديون أن يشهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في قيمته خلال السنوات القليلة القادمة، حيث يُعتقد أن سعر الأونصة قد يصل إلى 6 آلاف دولار بحلول عام 2029، وذلك نتيجة للعديد من العوامل المؤثرة مثل عجز الميزانيات العالمية وارتفاع معدلات التضخم، إضافة إلى تزايد الطلب على الذهب كملاذٍ آمن في ظل الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية المتصاعدة.

توقعات أسعار الذهب ودور البنوك المركزية

تعد مشتريات البنوك المركزية من الذهب أحد العوامل الرئيسية التي تدعم ارتفاع أسعاره، فقد زادت البنوك المركزية في السنوات الأخيرة من وتيرة شراء الذهب لتعزيز احتياطاتها، مما أدى إلى زيادة الطلب العالمي على المعدن النفيس، وهذا التوجه يعكس مخاوف الدول من تقلبات الأسواق المالية العالمية أو فقدان الثقة في العملات الورقية، كما أن الإنتاج العالمي للذهب يشهد توسعًا ضئيلًا مقارنة بالطلب المتزايد، ما يؤدي إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب ويؤدي بالتالي إلى زيادة الأسعار.

حرب ترامب التجارية وتعزيز الطلب على الذهب

إن السياسات التجارية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بما في ذلك الحرب التجارية مع الصين، خلقت طلبًا ملحوظًا على الذهب كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، كما أن اقتراح ترامب بشأن “تقاسم الأعباء” مع الدول المستفيدة من قيمة الدولار الأمريكي، جعل المستثمرين يعيدون النظر في الثقة بالأصول الأمريكية ويحثهم على تنويع استثماراتهم عبر تحويل جزء من حيازاتهم إلى الذهب، مما زاد من الطلب العالمي للمعدن وأدى إلى ارتفاع أسعاره بشكل مطرد.

كيف سيؤثر ارتفاع الذهب على الأسواق المستقبلية؟

مع توجيه الاهتمام المتزايد نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، بدأت العديد من الحكومات والمؤسسات المالية بالنظر إلى إعادة تخصيص حيازاتها بعيدًا عن الأصول الأمريكية، حيث أشارت التقارير إلى أنه بمجرد تحويل 0.5% من هذه الحيازات إلى الذهب قد يؤدي ذلك إلى دعم أسعاره بشكل غير مسبوق، كما أن الغموض الاقتصادي وزيادة الحروب التجارية أضافت مزيدًا من الزخم للتحول إلى الذهب، في وقت قد تصبح فيه الثقة بالعملات الورقية موضع تساؤل.

ختامًا، فإن مجموعة واسعة من الأسباب الاقتصادية والجيوسياسية تدفع أسعار الذهب للارتفاع بشكل كبير، حيث أصبح المعدن النفيس الخيار الأول لكثير من المستثمرين والدول الباحثة عن بدائل آمنة بعيدًا عن التقلبات السريعة في الاقتصاد العالمي، ويتوقع أن يظل الذهب محط التركيز مع استمرار هذه العوامل المؤثرة خلال السنوات المقبلة.