«زيادة ضخمة».. أسعار الذهب ترتفع 80 جنيها في الأسواق المحلية خلال أسبوع

واصلت أسعار الذهب تسجيل ارتفاعات ملحوظة في الأسواق المحلية والعالمية خلال الأسبوع الماضي، مستفيدة من حالة عدم اليقين التي خيمت على المشهد الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية. بينما ارتفعت أسعار الأوقية بشكل واضح في الأسواق العالمية، سجل سعر الذهب المحلي زيادات كبيرة مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، وهو ما عزاه الخبراء إلى عدة عوامل اقتصادية وسياسية تزامنت خلال هذه الفترة.

ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية

شهدت الأسواق المحلية ارتفاعًا في أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي وفقًا للتقرير الصادر عن منصة “آي صاغة”، حيث سجل الذهب عيار 21 ارتفاعًا بلغ 80 جنيهًا. افتتح جرام عيار 21 التداول عند 4635 جنيهًا، وبلغ 4800 جنيه خلال ذروة الأسبوع، قبل أن يختتم عند 4715 جنيهًا. أما الذهب عيار 24 فقد سجل 5389 جنيهًا، بينما وصل عيار 18 إلى 4041 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب مستوى قياسيًا عند 37720 جنيهًا؛ مما يعكس زيادة كبيرة في الإقبال المحلي مدفوعًا بالظروف الاقتصادية المستجدة.
من جهة أخرى، تشير الزيادة إلى التأثر بارتفاع سعر الأوقية عالميًا، والتي بدأت تعاملات الأسبوع عند 3241 دولارًا ووصلت إلى الحد الأعلى بـ3400 دولارًا قبل أن تستقر عند 3325 دولارًا؛ مدفوعة بتراجع الدولار وضعف عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

العوامل العالمية المؤثرة في أسعار الذهب

لعبت التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية دورًا بارزًا في دفع أسعار الذهب للارتفاع. انخفاض الدولار الأمريكي وتركّز الأنظار على التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بجانب المحادثات الدائرة بين البلدين، ساهم في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما دفعت المخاوف بشأن التضخم الأمريكي وتوجه السياسات المالية نحو استقرار الفائدة في الولايات المتحدة المستثمرين لزيادة حيازتهم من الذهب.
المحادثات الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية الأخرى مثل النزاع الهندي الباكستاني، ساهمت أيضًا في خلق حالة من عدم اليقين دفعت المستثمرين إلى تحويل استثماراتهم نحو المعادن الثمينة، لا سيما الذهب.

آفاق أسعار الذهب وتأثير قرارات البنوك المركزية

ترقب الأسواق سياسات البنوك المركزية وخططها بشأن أسعار الفائدة، حيث أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن نيته بالإبقاء على الفائدة في المدى القصير لتقليل التضخم دون الإضرار بالنمو الاقتصادي. ويتوقع المستثمرون خفضًا إضافيًا لأسعار الفائدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، مما قد يدعم أسعار الذهب عالميًا.
في سياق آخر، أظهرت تقارير مجلس الذهب العالمي أن العديد من الدول، مثل الصين وبولندا، تزيد من حيازاتها من الذهب كجزء من استراتيجيات تنويع الاحتياطي. بنك الشعب الصيني أضاف 2 طن إلى احتياطياته في أبريل، بينما زاد البنك البولندي 12 طنًا في نفس الشهر، وهو مؤشر على الطلب المتزايد والهيمنة المستمرة للذهب على الأسواق الناشئة.
باعتباره ملاذًا آمنًا ومستقرًا، تظل توقعات أسعار الذهب الإيجابية ثابتة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية وعدم استقرار الأسواق المالية. ما يدعم التوجه نحو المعدن الأصفر هو السياسة المالية المتقلبة، بالإضافة إلى استراتيجيات الاستثمار الجديدة التي يتبناها المستثمرون الدوليون.