«صداقة خالدة».. ممدوح وافي وأحمد زكي دفن بجوار رفيق دربه في ذكرى ميلاده

في ذكرى ميلاد الفنان الراحل ممدوح وافي، يعود إلى الأذهان دور هذا الفنان الاستثنائي الذي وُلد عام 1951 في محافظة الفيوم، واستطاع خلال مسيرته أن يكون من أبرز النجوم الذين تركوا أثرًا كبيرًا في الكوميديا والدراما المصرية. ورغم عدم انضمامه لصفوف نجوم البطولة المطلقة، إلا أن بموهبته الفريدة وشخصيته المحبوبة استطاع أن يحجز لنفسه مكانًا دائمًا في قلوب المصريين.

مسيرة ممدوح وافي وبدايات الصداقة مع أحمد زكي

بدأ ممدوح وافي مسيرته الفنية عقب تخرجه في أواخر السبعينيات من المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، حيث التقى زميله أحمد زكي ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية كانت تتجاوز حدود الفن إلى الأخوة والإنسانية. شارك وافي زكي في لحظات صعبة بنكران ذات، حيث ظل إلى جانبه كأخ داعم حتى وفاتهما، ليجسد هذا الثنائي مثالًا نادرًا عن الصداقات الفنية الخالصة. امتاز وافي بأدواره الصادقة والتي كانت مزيجًا من الكوميديا والبساطة، ما جعله علامة فارقة في الوسط الفني، حتى على الرغم من قلة أعماله نسبيًا مقارنة ببعض زملائه.

أبرز أعمال ممدوح وافي المسرحية والسينمائية

حقق ممدوح وافي بصمة بارزة في المسرح المصري، حيث شارك في مجموعة من الأعمال المميزة التي تظهر إبداعه في الجمع بين الكوميديا والدراما. من أبرز تلك المسرحيات “الهمجي”، و”الناس اتجننت”، و”الورثة”، والتي تعاون فيها مع نجوم كبار أمثال محمد صبحي ونجاح الموجي. وعلى الرغم من أن المسرح كان يشكل الأساس في مسيرته، إلا أن تميزه امتد إلى السينما بأفلام مثل “البركان” و”سنبل بعد المليون”، بالإضافة إلى أدواره الشهيرة في التلفزيون مثل “السيرة الهلالية” و”يوميات ونيس”. تركت تلك المشاركات بصمة لا تُنسى، بفضل قدرته على إضافة عُمق وقرب إلى الشخصية التي يقدمها.

ممدوح وافي والجانب الإنساني في حياته الشخصية

لم تكن حياة ممدوح وافي تخلو من التحديات، حيث واجه قرارات صعبة مثل زواجه من سيدة مسيحية رغم معارضة العائلة التقليدية. هذا القرار أثمر عن ثلاثة أبناء، أبرزهم ياسمين التي اختارت دخول الوسط الفني بشروط مهنية بحتة، رافضة استغلال اسم والدها في تحقيق الشهرة. كما شهدت حياته صداقة نادرة مع أحمد زكي، تجسدت في أقصى معاني الوفاء حين طلب أن يُدفن بجواره، وهو ما تم تنفيذه بالفعل بعد وفاته في عام 2004، إثر صراعه مع سرطان المعدة. وعُرف عنه الكتمان والوداعة، حيث أخفى تفاصيل مرضه عن زكي ليخفف عليه أعباء المرض النفسي والجسدي.

ختامًا، ذكرى ميلاد ممدوح وافي تمثل فرصة لاستعادة حرارة ذكراه وإنسانيته. فهو الفنان الذي رغم ابتعاده عن الصدارة ظل نجمًا خالصًا عبر حضوره الطبيعي وقدرته على ترك أثر حقيقي في كل دور قدمه. يظل اسم ممدوح وافي حاضرًا في ذاكرة الفن المصري كرمز للوفاء والمحبة المخلصة.