«صعود مفاجئ».. لماذا يواصل سعر الذهب الارتفاع رغم هدوء التوترات التجارية؟

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، مسجلة مكاسب قوية مدعومة بالطلب المتزايد على أصول الملاذ الآمن، إذ لعبت التوترات السياسية والاقتصادية العالمية، خاصة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، دورًا رئيسيًا في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن يسعى المستثمرون إليه لحماية ثرواتهم في أوقات التقلبات.

أسعار الذهب تسجل مكاسب أسبوعية قوية

أنهت أسعار الذهب الأسبوع الماضي على صعود قوي، حيث سجلت عقود الذهب الآجلة لشهر يونيو 2025 ارتفاعًا ملحوظًا لتغلق عند 3,329.10 دولارًا للأونصة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 2.52% بما يعادل 87.70 دولارًا خلال أسبوع واحد فقط، وقد ساعدت التوقعات الإيجابية بشأن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في دفع الطلب على الذهب، بالإضافة إلى إغلاقها عند مستويات قياسية بسبب قلة توافر السلع الأخرى ذات المخاطر المنخفضة.

ضعف الدولار الأمريكي يدعم أسعار الذهب

كان أحد العوامل المهمة التي دعمت ارتفاع أسعار الذهب هو الضعف الذي شهده الدولار الأمريكي، فقد تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.23% خلال الأسبوع إلى 100.255، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من المكاسب المستمرة، ومع انخفاض قوة الدولار، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين، مما ساعد على تسجيل مكاسب إضافية في قيمته، كما يعزز هذا التراجع فرص الحصول على أصول الذهب باعتبارها أكثر استقرارًا خلال فترات الانكماش الاقتصادي.

الذهب يتجاوز التحديات ويسجل مستويات قياسية

على الرغم من تحديات السوق والتقلبات الجيوسياسية الحادة، نجح الذهب في تسجيل أعلى مستوياته الأسبوعية عند 3,448.20 دولارًا للأونصة، وهو ما تجاوزه مستواه السابق عند 3,363.80 دولارًا، إلا أن الأسعار الحالية لا تزال أقل من الذروة التاريخية التي بلغت 3,509.90 دولارًا في أبريل الماضي، ومع ذلك، ساهمت عدة عوامل، منها قرارات البنوك المركزية والسياسات النقدية المتباينة عالميًا، في استمرار الذهب كخيار مفضل للمستثمرين.

وفي ظل استمرار التوترات في الساحة التجارية العالمية وتوقعات بفرض رسوم إضافية على الواردات الأمريكية، تبدو الآفاق إيجابية لاستمرار الزخم التصاعدي للذهب، بالإضافة إلى الدعم الذي تلقاه السوق من السياسات النقدية التي اتخذتها البنوك المركزية مثل خفض الفائدة من قبل بنك إنجلترا، والذي عزز جاذبية الذهب في السوق الدولية.

في المحصلة، لا يزال الذهب يحتفظ بدوره كأصل استثماري آمن وسط حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، ومع استمرار التوترات السياسية والمخاوف من آثار السياسات العالمية على الاقتصاد، يُتوقع أن تظل أسعار الذهب ضمن مستويات مرتفعة خلال الفترة المقبلة.