«فقدان الشرعية» و«تفاقم الأزمة».. اليمن يواجه تحديات مصيرية وسط مؤشرات خطيرة

تعيش اليمن اليوم واحدة من أصعب المراحل في تاريخها الحديث، حيث تتشابك التدخلات الإقليمية والدولية مع الانقسامات الداخلية لتخلق أزمة سياسية وأمنية واقتصادية غير مسبوقة، وبرغم الجهود المبذولة محليًا ودوليًا، لازال اليمن يعاني من استمرار التدهور دون وجود خارطة طريق واضحة تعيد الاستقرار وتضمن تحقيق العدالة والنهوض بالمستوى المعيشي للشعب اليمني.

اليمن بين فقدان الشرعية وأهمية عودة الرئيس هادي

تولّى الرئيس عبدربه منصور هادي السلطة بشكل ديمقراطي عبر انتخابات شرعية، ولكن تشكيل مجلس رئاسي مكون من ثمانية أعضاء كان سابقة دستورية أربكت مسار الحكم، هذا المجلس لم يتمكن من تحقيق الاستقرار السياسي، بل أدى إلى مزيد من الانقسامات الداخلية وضعف في اتخاذ القرارات الوطنية الهامة، حيث أن غياب رئيس واحد يقود البلاد أفقد القيادة فعالية التحرك السريع؛ الأوضاع الحالية تتطلب العودة إلى المسار الدستوري بإعادة رئيس واحد إلى إدارة شؤون البلاد، وهو ما قد يعيد الأمور إلى نصابها ويوفر أساسًا لتحقيق المصالحة الوطنية.

تداعيات المجلس الرئاسي وأثره على المشهد اليمني

فشل المجلس الرئاسي في معالجة القضايا الحيوية كهبوط العملة الوطنية وتدهور الاقتصاد وانعدام الخدمات الأساسية، جعل الشارع اليمني يشعر بخيبة أمل كبيرة، إذ أن توزيع الصلاحيات المتساوية بين عدة أعضاء أدى إلى بطء اتخاذ القرارات، بينما استغل الحوثيون هذه الاضطرابات لتعزيز نفوذهم في عدد من المناطق؛ كما أن غياب الرقابة الكاملة على الموارد النفطية والبحرية سبّب تراجعًا في الموارد الاقتصادية، مما أسهم في تعقيد الأوضاع الإنسانية وزيادة معاناة المواطنين الذين باتوا يطالبون بإعادة الرئيس هادي كرجل قادر على اتخاذ قرارات موحدة وواضحة.

أهمية دعم التحالف ودوره في تحقيق استقرار اليمن

يُعد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لاعبًا محوريًا في المشهد اليمني، وذلك من خلال دعمهم السياسي والاقتصادي، فضلًا عن المساهمة في مواجهة التحديات الأمنية من قِبل المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا، غير أن هذه الجهود بحاجة إلى توجيه أكثر فاعلية لاستثمار الفرصة الحالية المتمثلة في ضعف الحوثيين أمام التوتر المستمر بينهم وبين واشنطن؛ إذ أن الدعم المستمر للجيش الوطني اليمني يعتبر ضرورة حتمية لضمان تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات بما في ذلك العاصمة صنعاء.

ختامًا، لا تزال الأوضاع اليمنية بحاجة إلى قيادة حقيقية قادرة على الوجود الميداني واتخاذ قرارات حاسمة بعيدًا عن التأثيرات الخارجية، وعلى التحالف والدول الداعمة استيعاب خطورة التحديات التي تواجه اليمن وتوفير كل السبل لتحقيق الاستقرار ووضع حد نهائي لصراعٍ طال أمده.