«اعترافات صادمة» مشعوذ سابق يكشف أسرار العالم الخفي وأسباب توبته

من خلال تجربتي الغريبة التي عشتها في مرحلة مبكرة من عمري، اكتسبت شهرة واسعة في قريتي كوني امتلك “قدرات خارقة” لكشف الغيب التي لم تكن سوى أكذوبة صدقها الناس. ورغم استغلالي لهذه الشهرة للحصول على المال والهدايا، إلا أن ضميري جعلني أتراجع وأعود إلى طبيعتي بدلاً من مواصلة هذا الطريق الخاطئ. ما حدث لي كان درساً غير عادي في تحمل المسؤولية والقيم الأخلاقية.

كيف بدأت حكاية الكشف عن الغيب

قصتي بدأت عندما كنت طفلاً يبلغ من العمر 12 عاماً، وقد كانت القراءة شغفي الكبير، فما إن أصادف كتاباً حتى ألتهمه بنهم. ومن بين تلك الكتب كان كتاب “أبو معشر الفلكي”، الذي علمني مبادئ التنجيم وقراءة الكف وحساب الحظوظ. كنت أمزج ما تعلمته بمعرفتي بأفراد قريتي لأخلق قصصاً تعجبهم وتجعلهم يتيقنون من أنني “ولي من أولياء الله”. لم أكن أعي أن هذه الأكاذيب ستجلب حشود الناس إلى باب منزلي وتجعلني أسيراً لها، حيث تحول الأمر إلى مهنة كان الجميع يأخذها على محمل الجد.

التحديات والضغوط بسبب شهرتي المزعومة

مع تعاظم شهرتي، بدأت تأتي إلى منزلي مجموعات كبيرة من النساء والرجال طالبين مني القراءة لهم وإعطائهم إجابات غيبية حول الزواج، الحظ، والصحة. كان الأمر يتخطى طاقتي، ومع تشجيع والدتي المستمر لي لاستغلال هذا الوضع لصالحنا، باتت لدي ملكة إقناع الناس بكل سهولة. لكن في داخلي كنت أشعر بتأنيب الضمير الذي يراودني دائماً بجملة واحدة: “هل أخدع الناس من أجل المال والهدايا؟”. هذا الشعور دفعني للتفكير مراراً في كيفية إنهاء هذه الحكاية.

قراري بالتوبة والعودة إلى حياة طبيعية

كان القرار الحاسم بعد أسابيع من الصراع الداخلي؛ قررت أن أتخلى عن هذه الأكاذيب تماماً، فقمت بنشر شائعة جديدة: أنني إذا واصلت الكشف عن الأسرار فسوف أمرض بشدة وأفقد قدرتي على العيش بشكل طبيعي. هذا القرار جعل زخم الزيارات يقل تدريجياً، لكنه لم ينقذني تماماً من سطوة هذا الأمر. مع مرور الوقت بدأت أجد نفسي غارقاً في محاولات استعادة حياتي الطبيعية كأي طفل صغير يحب اللعب والمرح. لكن حتى بعد محاولاتي العودة للعب الكرة مع أصدقائي، كانوا ينظرون إلي وكأنني شخصية خارقة، مما جعلني أختار الابتعاد عن كل شيء.

في النهاية، أدركت أن الكذب على الناس لتحقيق منفعة آنية لا يدوم، وأن الطريق الصحيح هو الالتزام بالقيم ونبذ الاستغلال. هذه التجربة علّمتني أن المال والهدايا لا يمكن أن تعوّض عن راحة الضمير.