«انتقادات حادة».. اليافعي يحمّل الانتقالي مسؤولية تدهور الأوضاع في عدن

تشهد مدينة عدن منذ فترة طويلة أزمات معيشية وخدمية متفاقمة أثرت على حياة المواطنين بشكل كبير، مؤدية إلى حالة من الغليان الشعبي الذي ظهر بوضوح في المظاهرات النسائية الأخيرة، حيث عبرت النساء العدنيات عن استيائهن من التدهور المتواصل في الخدمات الأساسية وانعدام الأمن والاستقرار، هذه الأوضاع الصعبة ألقت بظلالها على الحياة اليومية للسكان، مما استدعى تصريحات قوية من شخصيات إعلامية كسرت الصمت وصوبت أصابع الاتهام نحو الجهات المسؤولة.

تدهور الأوضاع في عدن: أبرز أسباب الاحتجاجات الشعبية

الأزمات الاقتصادية والخدمية تعتبر العصب الأساسي للمشكلات المتفجرة في مدينة عدن، حيث تعاني المدينة من انقطاعات متكررة للكهرباء وانعدام لمياه الشرب، إلى جانب التحديات الجسيمة في قطاعي التعليم والصحة، تزايدت هذه الأزمات خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تصاعد القلق والخوف لدى المواطنين من تفاقم هذا الوضع، المظاهرات النسائية الأخيرة ليست سوى انعكاس لهذه الأوضاع المزرية والرغبة الشعبية الملحة لإحداث تغيير جذري.

الإعلامي ياسر اليافعي أشار إلى أن هذه الحالة جاءت نتيجة “الذل والمعاناة” التي أصبحت تسيطر على حياة أهالي عدن، موجهًا انتقادات حادة للمسؤولين عن إدارة الوضع الحالي، كما دعا إلى ضرورة الإسراع بإيجاد حلول تضع حداً لهذا الانحدار المستمر في الخدمات والحياة اليومية.

مسؤولية المجلس الانتقالي في تحسين الأوضاع

أوضح ياسر اليافعي بجلاء في تصريحاته أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الحالة المتردية التي وصلت إليها عدن، وشدد على أن التفويض الشعبي الذي ناله المجلس لم يكن مجرد فرصة لتعزيز سلطته، بل واجبًا لإنقاذ المدينة من أزماتها المتوالية، دعا اليافعي المجلس إلى تحقيق وعوده للشعب، مؤكدًا أن الشرعية الحقيقية تتمثل في تلبية تطلعات المواطنين وتخفيف معاناتهم، وليس فقط في تولي المناصب باسم السلطة.

كما انتقد بشدة ما وصفه بالشراكات غير الفعالة مع قيادات “لا تحمل سوى مسمياتها الوظيفية”، محذرًا من خطورة تجاهل غضب الشارع الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل يصعب السيطرة عليه.

رسالة نساء عدن وتقدير دورهن النضالي

تعتبر النساء العدنيات جزءاً لا يتجزأ من النضال الشعبي ضد الظروف الراهنة، وبرزت مظاهراتهن الأخيرة كرسالة قوية تعبر عن إصرار الشعب على المطالبة بحياة كريمة وخدمات تليق بمكانة عدن التاريخية، الإعلامي ياسر اليافعي أشاد بدور النساء قائلاً إنهن “كسرن صمت الجدران وأثبتن أن الكرامة لا تُهان مهما اشتدت الأزمات”، مؤكداً أن هذا التحرك النسائي يعد بمثابة دعوة ملحة لضرورة التحرك العاجل لإنقاذ المدينة وسكانها.

في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في عدن محط أنظار الجميع وسط تزايد الدعوات لإصلاح حقيقي يخفف من معاناة المواطنين ويعيد للمدينة مكانتها وريادتها، الأمل موجود، ولكن ذلك يتطلب قيادة واعية تستجيب لصوت الشعب.