«مفاجأة كبيرة».. كيف يسعى ترمب لإعادة تشكيل الجيش الأميركي؟

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب ولايته الثانية بقرارات غير مسبوقة تتضمن توقيع 26 أمرًا تنفيذيًا في يومه الأول، بينما ركزت خمسة منها على إعادة هيكلة الجيش الأميركي وسياسته الداخلية، ما يكشف عن توجه جديد يدعمه وزير دفاعه بيت هيجسيث. وأحدثت هذه السياسات تغييرات جوهرية في القيادات العليا للجيش وبارزة في تسريح الموظفين المدنيين وتفكيك سياسات التنوع والشمول.

تحوّلات واسعة في قيادة الجيش الأميركي

منذ بداية ولايته الثانية، برزت تغييرات جذرية في القيادة العسكرية للولايات المتحدة تحت إدارة ترمب، حيث شملت إقالات واسعة طالت قيادات بارزة مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال تشارلز براون، والأدميرال ليزا فرانشيتي. تلك الخطوات أظهرت نية الإدارة بتعديل سياسات القيادة العليا لتتماشى مع توجهاتها الجديدة. يرى الخبير العسكري ديفيد دي روش أن هذه الإجراءات تعكس “رسالة واضحة” بهدف إجبار القادة العسكريين على مراجعة أساليب الإدارة والقيادة، وتهيئة الجيش لمرحلة أكثر كفاءة قتالية بعيدًا عن تأثيرات البيروقراطية المتزايدة. كذلك، شملت الإصلاحات تقليص مناصب الجنرالات ذوي الأربع نجوم، مما ساهم في تحفيز النقاش حول ضرورة إيجاد توازن بين الكفاءة والروح المعنوية.

خطط تقليص القوى العاملة في وزارة الدفاع

تضمنت خطة ترمب تقليص أعداد الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع بشكل كبير. فقد أعلنت الوزارة عن تسريح ما بين 50 إلى 60 ألف موظف مدني بحلول نهاية العام. وبالرغم من الانتقادات الموجهة لهذه الخطوة، برز دعم بعض الخبراء الذين يرون أن الجيش يرزح تحت وطأة البيروقراطية الإدارية. ديفيد دي روش أكد أن نسبة كبيرة من هذه الوظائف أُنشئت دون حاجة فعلية، مما أدى إلى تدخل حكومي غير مبرر في أسلوب عمل المؤسسة العسكرية. هذا التوجه يشكل جزءًا من سياسة أوسع تقودها الإدارة للحد من الإنفاق الحكومي، بما يتماشى مع وعود ترمب الاقتصادية الطموحة.

تفكيك سياسات التنوع داخل الجيش

كانت سياسات التنوع والإنصاف محور انتقادات إدارة ترمب بسبب رؤيتهما للكفاءة على أنها معيار أساسي في الجيش الأميركي. ألغيت برامج تمكين الأقليات والمثليين، والتي كانت حظيت بدعم واسع من إدارة الرئيس السابق جو بايدن. تم تقديم هذه الخطوة بأنها تهدف لتعزيز أداء الجيش بعيدًا عن التحيزات الشخصية. ديفيد دي روش أوضح أن تلك البرامج أصبحت عبئًا اقتصاديًا غير مبرر على الميزانية العسكرية، مشيرًا إلى أنها تستهلك موارد يمكن الاستفادة منها بشكل أكثر فعالية في تعزيز الدفاعات العسكرية. ومع ذلك، أثار القرار ردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة.

مشروع القبة الذهبية الدفاعية

استكمالًا لرؤية ترمب الجريئة، أطلقت وزارة الدفاع مشروع “القبة الذهبية” لتطوير منظومة دفاعية متقدمة ضد الصواريخ الفرط صوتية. هذا المشروع يُعيد إحياء خطط دفاعية لم يتم تنفيذها سابقًا بسبب القيود التكنولوجية في الماضي. ديفيد دي روش يرى أن هذه المبادرة تمثل تحديًا كبيرًا، لكنها قد تضع الولايات المتحدة في طليعة الدول المتقدمة عسكريًا، مما يعزز الأمن القومي ويشكل رادعًا لدول مثل روسيا وكوريا الشمالية. يثير المشروع، برغم أهدافه الاستراتيجية، مخاوف تتعلق بزيادة النفقات الدفاعية رغم وعود ترمب بتقليص الإنفاق الحكومي.