أين ذهبت الحمير في مصر؟ لماذا تراجعت أعدادها من 3 ملايين إلى مليون فقط

تشهد مصر خلال السنوات الأخيرة جدلًا متزايدًا حول انخفاض أعداد الحمير بشكل كبير، حيث أكدت الدراسات والإحصائيات أن عدد الحمير تراجع من ثلاثة ملايين إلى مليون واحد فقط، ويرتبط هذا الأمر بتحديات عدة أبرزها ارتفاع تكاليف إعالة الحمير واستخدام وسائل نقل حديثة مثل التوك توك والدراجات النارية، ما قلل من الاعتماد عليها لنقل البضائع والأمتعة، بالإضافة إلى قضايا مثل ذبح الحمير من قبل ضعاف النفوس بغرض تصدير جلودها للخارج والاستفادة من بيعها بأسعار مرتفعة.

أسباب انخفاض أعداد الحمير في مصر

يرجع انخفاض أعداد الحمير إلى عوامل متعددة تشمل ارتفاع أسعار غذاء الحمير إلى ما يقارب 100 جنيه يوميًا، أي نحو ثلاثة آلاف جنيه شهريًا، وهو عبء مادي كبير على المزارعين وأصحاب هذه الحيوانات، وفي الوقت نفسه، ساهم انتشار وسائل نقل حديثة مثل التوك توك في تقليل الاعتماد على الحمير للأنشطة اليومية، كما أن ارتفاع سعر الحمار الواحد ليصل إلى ما بين 5 آلاف و15 ألف جنيه يجعل من امتلاكه عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على الفلاحين، يعمد البعض إلى ذبح الحمير والاستفادة من تصدير جلودها للخارج، حيث يصل ثمن الجلد الواحد إلى 300 دولار، ما يعادل نحو 15 ألف جنيه، ما يشجع ضعاف النفوس على الانخراط في هذه الأنشطة.

تأثير ذبح الحمير وتصدير جلودها

تسبب ذبح الحمير وتصدير جلودها في مشكلات اجتماعية واقتصادية وصحية، حيث تم الكشف عن حالات كثيرة يتم خلالها تسرب لحوم الحمير إلى الأسواق والمطاعم، ورغم التأكيد على أن أكل لحومها حرام دينيًا إلا أنها أحيانًا تُستخدم من قبل عديمي الضمير بغرض الربح السريع، وتشير بعض التقارير إلى اكتشاف مباحث التموين لحالات متعددة قامت بتقديم لحوم الحمير دون الإبلاغ عنها، مما يشكل تهديدًا للصحة العامة، كما يمثل ذبح الحمير وتصدير جلودها خرقًا للضوابط الأخلاقية ويقلل من أعدادها التي تعد جزءًا مهمًا من النظام البيئي في المناطق الريفية.

مطالب من أجل حماية الحمير والحفاظ عليها

استجابة لهذه الأوضاع، طالب عدد من الخبراء والمهتمين بتصدير الحمير حية بدلًا من ذبحها، مما يسهم في الحد من ظاهرة تسرب لحوم الحمير إلى الأسواق، كما أن هناك حلولًا أخرى مثل ذبح الحمير وتسليم لحومها إلى حدائق الحيوان لاستخدامها كغذاء للحيوانات، مع دفن الأجزاء غير المستخدمة صحيًا وبشكل آمن، هذا ويؤكد المتخصصون أن الحفاظ على الحمير يحقق توازنًا بيئيًا ويعود بالنفع على المجتمع الزراعي في مصر، لما تقدمه هذه الحيوانات من دور هام في المناطق الريفية والمزارع.

وفي هذا السياق، تأتي أهمية نشر الوعي بين المزارعين وأصحاب الحمير حول أهمية اعتماد حلول مستدامة لتغذية ورعاية الحيوانات بدلًا من ذبحها أو التخلي عنها، حيث يشكل تطوير سياسات للحفاظ على أعداد الحمير وحمايتها ضرورة ملحة لضمان استدامة النظام البيئي والخدمات التي تقدمها للمجتمعات الزراعية.