«تهديدات إسرائيل» بضربات جديدة تشعل القلق في اليمن ومخاوف التصعيد

تتوالى تهديدات إسرائيل بشن ضربات جديدة على مناطق سيطرة جماعة الحوثيين في اليمن، مما أدى إلى إثارة قلق واسع بين المدنيين الذين يعانون أصلًا من أوضاع إنسانية متدهورة، ويعيش اليمنيون حالة من الترقب والخوف بسبب استمرار استهداف البنية التحتية المدنية، مما يفاقم التحديات الاقتصادية والإنسانية في البلاد، خاصة بعد استهداف الموانئ والمطارات والمصانع في فترات سابقة.

تهديدات إسرائيلية متصاعدة على مدنيي اليمن

شهد اليمن خلال الأيام القليلة الماضية تصعيدًا إسرائيليًا جديدًا، حيث أعلنت تل أبيب عن إمكانية توجيه المزيد من الضربات رداً على إطلاق قذائف صاروخية من قبل الحوثيين باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ووفقًا لمصادر مطلعة، فقد استهدفت الغارات الأخيرة مواقع مهمة مثل ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، بالإضافة إلى منشآت حيوية من شأنها تعطيل الخدمات الأساسية للمواطنين، وأسفرت هذه الضربات عن دمار هائل في البنية التحتية، وحرمان المواطنين من مصادر دخل وخدمات ضرورية.

وتبقى التساؤلات قائمة حول أسباب استهداف المنشآت المدنية بدلًا من معاقل القيادات الحوثية، مما يُعطي انطباعًا بأن الغارات تهدف لمعاقبة الشعب اليمني بشكل جماعي، بينما لا يبدو أن قوات الحوثيين تأثرت بشكل جوهري، ورغم أن بعض السكان ترحب بأي جهود تقلل من نفوذ الجماعة، إلا أن النتائج عكسية على الحياة المعيشية اليومية.

التبعات الإنسانية والاقتصادية للضربات الإسرائيلية

تتسبب هذه التطورات في تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن، حيث يعاني السكان من مشاكل حادة مثل البطالة والانهيار الاقتصادي، فاستهداف مصانع الأسمنت مثلًا في عمران وباجل حرم آلاف الأسر من مصدر رزقها الوحيد، كما أنه أدى إلى تعطيل حركة البناء والصناعة، فضلًا عن تدمير مطار صنعاء الدولي الذي يمثل شريان حياة مهم للمرضى والخريجين وعمّال الداخل والخارج.

من جهة أخرى، تعتبر عمليات القصف الإسرائيلية فرصة جيدة للحوثيين لاستغلال الوضع، حيث يستخدمونها كأداة لترويج دعاياتهم وتعبئة السكان تحت شعارات المقاومة والدفاع عن فلسطين، مما يعزز سيطرتهم في المناطق الخاضعة لهم، بل ويكرس ولاء أتباعهم عبر ربط الحصول على المساعدات أو الوظائف بالخضوع لشروطهم وأجنداتهم.

هل تُعزز الضربات الإسرائيلية نفوذ الحوثيين؟

في ظل هذا الوضع الفوضوي، تتزايد المخاوف من أن تسهم هذه الضربات على نحو غير مباشر في تعزيز شرعية الحوثيين أمام بعض المدنيين، فالسكان المحليون يعانون من أزمة في فهم دوافع الاستهداف الإسرائيلي، ووسط سياسة إعلامية محكمة من الحوثيين، يتم تصوير إسرائيل كعدو مشترك للشعب اليمني، مما يمنحهم فرصة لتوجيه الأنظار بعيدًا عن إخفاقاتهم.

كما أن ضعف الاستجابة الإنسانية من المنظمات الدولية يزيد من تعقيد المشهد، حيث يواجه اليمنيون أزمات مركبة تجعلهم عرضة للاستغلال السياسي من الأطراف المتنازعة، وهذا يضع المنظمات الحقوقية أمام تحدٍ جديد لضمان حماية المدنيين ووقف تدمير مصادر رزقهم.

وسط هذه التهديدات، يبقى المدنيون هم الحلقة الأضعف، وهم الأكثر تضررًا من العمليات العسكرية، سواء من الحوثيين أو الجهات الخارجية المتدخلة، مما يستدعي وقفة جادة لإنهاء الصراع وحماية حقوق الشعب اليمني.