«ارتفاع قياسي» لأسعار الذهب محليًا يشعل الركود في الأسواق المصرية

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية التي أغلقت على مكاسب أسبوعية للأوقية بنسبة 2.6%، مدفوعة بحالة عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية، بحسب منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، الأمر الذي يعكس تأثيرات واضحة على مختلف الأسواق العالمية والمحلية.

أسعار الذهب في الأسواق المحلية

أعلن سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، عن تراجع أسعار الذهب محليًا بنحو 10 جنيهات مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجّل عيار 21 نحو 4720 جنيهًا، بينما أغلقت الأوقية عالميًا عند 3325 دولارًا بارتفاع 84 دولارًا خلال الأسبوع، فيما بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5394 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 4046 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 37753 جنيهًا، ومع ذلك فإن الأسواق شهدت خلال تعاملات الجمعة ارتفاعاً طفيفاً بقيمة 10 جنيهات مقارنة بفترة التعامل الصباحية.

رغم المكاسب المحدودة التي تحققت، إلا أن التراجع العام في القوة الشرائية أسهم في استمرار حالة الركود داخل السوق المحلية، خصوصًا مع انتهاء موسم الأعياد الذي كان يشهد عادة زيادة في الطلب، وقد أشار إمبابي إلى أن استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه عزز من ثبات الأسعار نسبيًا، إلا أن العوامل الخارجية مثل المخاوف الجيوسياسية بقيت على رأس المؤثرات.

عوامل تدعم ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

ارتفعت أسعار الذهب عالميًا مستفيدة من ضعف الدولار الأمريكي وانخفاض عائدات سندات الخزانة الأمريكية، تزامناً مع استمرار الأزمات الجيوسياسية التي دفعت المستثمرين للبحث عن الذهب بوصفه ملاذاً آمناً، حيث شهدت الأسواق العالمية اضطراباً ملحوظًا بسبب تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وزيادة احتمالات فرض رسوم جمركية جديدة، إلى جانب النزاعات المتصاعدة بين الهند وباكستان، ما يعزز الطلب على المعدن الأصفر في ظل عزوف المستثمرين عن الأصول ذات المخاطرة مثل السندات.

وفي سياق آخر، أعلن مجلس الذهب العالمي أن بعض الدول، مثل الصين وبولندا، واصلت تعزيز احتياطاتها من الذهب، حيث أضاف بنك الشعب الصيني طنين من الذهب إلى احتياطاته خلال الشهر الماضي، في حين رفع البنك المركزي البولندي حيازته بمقدار 12 طنًا.

توقعات الأسواق بشأن حركة أسعار الذهب

تترقب الأسواق العالمية بشدة قرار الاحتياطي الفيدرالي المتوقع بخفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، مع توقع خفضين إضافيين قبل نهاية العام، مما سيرفع جاذبية الذهب باعتباره أصلًا غير مرتبط بسعر الفائدة، وعلى الرغم من التوجهات التيسيرية من البنوك المركزية، إلا أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أعلن أن خفض الفائدة لا يزال قيد الدراسة ولن يُنفذ سريعاً، وهو ما يضيف بعداً من الغموض على الأسواق.

وفي ظل هذه الظروف، يعتبر الذهب اليوم الخيار الأول للمستثمرين في مواجهة حالة انعدام الثقة، خاصة مع تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية التي تسبب زيادات متوقعة في معدلات التضخم، ما يزيد من الضغط على الاقتصاد العالمي.