سحابة سامة تغطي جنوب برشلونة وتحذيرات للسكان بالبقاء في منازلهم

تسببت سحابة سامة ناتجة عن حريق كبير في مدينة فيلانوفا إي لا غيلترو الساحلية قرب برشلونة في حالة تأهب قصوى بين السكان المحليين، حيث دعت السلطات الإسبانية أكثر من 160 ألف شخص في المناطق المتضررة إلى البقاء في منازلهم واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، فقد اندلع الحريق في مستودع صناعي لتخزين مواد تنظيف المسابح، مما أدى إلى انتشار سحابة ملوثة غطت مساحة واسعة.

السحابة السامة وتوصيات الحماية المدنية

صرحت إدارة الحماية المدنية عبر منصاتها الرسمية بأنه يجب على السكان في المناطق التي تأثرت بالسحابة السامة الالتزام بعدم مغادرة منازلهم أو أماكن عملهم، وأشارت إلى ضرورة إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ في المنازل لحماية السكان من أية مخاطر صحية قد تنجم عن التعرض لهذه السحابة، ووفقاً للبيانات الرسمية، امتد تأثير الحريق من مدينة فيلانوفا إي لا غيلترو وصولاً إلى قرية كالافيل المجاورة قرب تاراغونا، مغطياً خمس مقاطعات إسبانية محلية على طول الساحل.

لم تقتصر تداعيات الحدث على الأضرار البيئية فقط، بل أغلقت السلطات الطرق الرئيسية ومحطات القطارات في المنطقة لمنع الدخول أو المغادرة، حيث أكدت على أهمية تكاتف الجهود لضمان سلامة المواطنين واحتواء الأزمة بالحد من نطاق انتشار الخطر.

جهود الإطفاء ومراقبة السحابة السامة

كثفت إدارة الإطفاء الإقليمية إسبانيا جهودها للسيطرة على الحريق الذي تسبب في السحابة السامة، وأشارت إلى نشر عدد كبير من الوحدات في موقع الحريق منذ اللحظات الأولى لاندلاعه، ووفقاً لتغطيات إعلامية محلية، فإن الإدارة تراقب باستمرار عمود الغاز الناتج عن الحريق لفحص مستويات السمية، كما صرح مسؤولون أنه لم يتم تسجيل أي إصابات بشرية حتى الآن مما يسهل التعامل مع الأزمة من منظور طبي وصحي.

وفي إطار التصريحات المتعلقة بأسباب الحريق، أكد خورخي فينوياليس ألونسو، صاحب المستودع الصناعي، أن المواد المخزنة، مثل الكلور، صعبة الاشتعال، ولكن عند وقوع الحريق يكون من الصعب جداً إطفاؤها، وأشار إلى أن بطارية من الليثيوم قد تكون العامل الأساسي وراء اندلاع النيران.

توقعات السلطات لزوال السحابة السامة

صرح رئيس بلدية فيلانوفا، خوان لويس رويز لوبيز، خلال مقابلة إعلامية مع قناة عامة بأن السلطات تتوقع تحسن الوضع بمجرد إخماد الحريق بشكل كامل، حيث يتوقع أن تبدأ السحابة السامة بالتبدد تدريجياً، مما يسمح برفع القيود والأوامر المفروضة على السكان، وجاءت هذه التوقعات متفائلة نوعاً ما، في حين استمر القلق العام قائماً حتى حين انتهاء كافة الإجراءات، حيث أكدت السلطات على أهمية البقاء على اطلاع ومتابعة التحديثات الرسمية حول المستجدات.

المسألة تتجاوز الحريق نفسه، حيث أدى الانتشار الواسع للسحابة السامة إلى تعزيز الدعوات لوضع بروتوكولات أكثر صرامة للتعامل مع المواد الصناعية الخطرة، لا سيما تلك التي يتم تخزينها في مواقع قريبة من المناطق السكنية، هذه الأزمة تدق ناقوس الخطر لمراجعة سياسات الأمن الصناعي وتقليل المخاطر على السكان.