«ارتفاع قياسي».. أسعار الذهب تقفز 3% خلال أسبوع مع تزايد الطلب العالمي

سجل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في قيمته خلال الفترة الأخيرة، إذ قفزت الأسعار بنسبة 3% مدعومة بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. يشهد العالم أوضاعًا مليئة بالتوتر والغموض دفعت المستثمرين للجوء إلى المعدن النفيس كملاذ آمن، كما أن توقعات استمرار هذا الارتفاع تبعث الأمل لدى المتداولين وزادت من جاذبية المعدن الأصفر كمخزن للقيمة في ظل المخاطر الاقتصادية.

ارتفاع أسعار الذهب في ظل التوترات العالمية

شهدت عقود الذهب الآجلة لشهر مايو نموًا واضحًا حيث أغلقت عند 3,344 دولارًا للأوقية مقارنة مع سعر افتتاحها الذي بلغ 3,243 دولار، كما وصلت أعلى مستويات الأسبوع إلى 3,448 دولار. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بظروف اقتصادية عالمية غير مستقرة، أهمها التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين عدد من الدول مثل الهند وباكستان، والتحركات السياسية المتعلقة بإعادة فرض تعريفات جمركية جديدة على الصين، مما دفع المستثمرين للبحث عن أصول آمنة مثل الذهب. اللافت هنا أن أسواق الذهب شهدت طلبًا قويًا يبرز مدى الاعتماد عليها كملاذ آمن وسط نمو المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية.

عوامل مؤثرة على أسعار الذهب

يُظهر تحليل السوق أن هناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد أسعار الذهب. ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.6%، مما أدى إلى ضغوط على ارتفاع المعدن الأصفر، ومع ذلك، فإن إقبال البنوك المركزية مثل الصين وعدد آخر من القوى الاقتصادية على شراء الذهب للشهر السادس على التوالي يبرز دوره الاستراتيجي كمخزن للقيمة. كما جذبت صناديق الاستثمار المتداولة اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين العالميين خلال الربع الأول من العام، مما زاد من جاذبية الذهب حتى مع وجود تحديات اقتصادية مثل ارتفاع عوائد السندات. وفقًا لبيانات المجلس العالمي للذهب، فإن الطلب المؤسسي على المعدن الأصفر لا يزال قويًا ويعكس الثقة المستمرة به بين المستثمرين والمؤسسات المالية العالمية.

توقعات مستقبلية لسوق الذهب

يتوقع المحللون أن يواصل الذهب تحقيق مكاسب خلال الأشهر القادمة بفضل استمرار الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. توقعات مؤسسة جولدمان ساكس تشير إلى أن الذهب قد يصل إلى 3,700 دولار بنهاية العام وحتى إمكانية الاقتراب من 4,500 دولار إذا شهد الاقتصاد الأمريكي ركودًا شديدًا. وعلى الرغم من هذه النظرة المتفائلة، فإن هناك تحديات تواجه الذهب، مثل صعود الدولار وزيادة عوائد السندات، لكن استقرار الاقتصاد لا يزال هشًا مما قد يدعم ارتفاع أسعار المعدن الثمين. في النهاية، يظل الذهب خيارًا آمنًا موثوقًا لحماية الثروات في ظل الظروف الراهنة.