«قفزة جديدة» أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 10 مايو 2025 تواصل الارتفاع

تترقب الأسواق العالمية تطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تعتبر هذه المباحثات مؤثرة على السياسات الاقتصادية العالمية، خاصة فيما يتعلق بفرض الرسوم الجمركية. ومن المتوقع أن تحدد نتائج هذه المفاوضات مسار الاقتصاد العالمي في المستقبل؛ الأمر الذي يضع كافة الأنظار على هذه المحادثات الهامة والتي تثير اهتمام المستثمرين في جميع أنحاء العالم.

تأثير التوترات التجارية على أسعار الذهب العالمية

تشهد أسعار الذهب تطورات ملحوظة في ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث سجلت الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعاً ملحوظاً بأسعار الذهب نتيجة لتزايد المخاوف من اضطرابات اقتصادية. في مصر، بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 حوالي 5411 جنيهًا مصريًا؛ بينما جرام الذهب عيار 21 وصل إلى 4735 جنيهًا، ومن جهة أخرى، سجلت الأونصة مستويات قياسية قرب حاجز 3300 دولار، ما يعبر عن مدى ارتباط الذهب بالتغيرات الجارية في أسواق المال العالمية. في حال توصل الطرفان إلى اتفاق تجاري مرضٍ، قد يشهد الذهب انخفاضاً ملحوظاً في الأسعار؛ أما إذا جاءت النتائج محبِطة، فقد ترتفع الأسعار لتلامس مستويات تاريخية تقترب من 3500 دولار للأونصة؛ وهذا السيناريو يعكس حساسية الذهب تجاه التطورات الاقتصادية الكبرى.

النمو في صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب

شهدت صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب تطورات بارزة خلال الأشهر الأخيرة نتيجة لقوة الطلب على هذه الأصول كملاذ آمن، حيث أعلن مجلس الذهب العالمي أن التدفقات النقدية لهذه الصناديق بلغت 115.3 طنًا خلال شهر أبريل، وهو الأعلى منذ مارس 2022. هذا الإقبال المتزايد ساهم في نمو الأصول المدارة إلى قيمة تقارب 379 مليار دولار عالميًا؛ حيث احتلت آسيا المرتبة الأولى بتدفقات تقارب 69.6 طنًا، تلتها أمريكا الشمالية بـ44.2 طنًا. هذا النمو يعكس توجه المستثمرين نحو الذهب لتأمين استثماراتهم وسط التقلبات الاقتصادية العالمية الناتجة عن التوترات التجارية ومخاطر التضخم. ومن المتوقع أن تستمر هذه الصناديق في جذب المزيد من التدفقات طالما ظلت الظروف الاقتصادية غير مستقرة.

العلاقة بين السياسة النقدية الأمريكية ومستقبل الذهب

تلعب السياسة النقدية الأمريكية دوراً حاسماً في تشكيل توجه الأسواق العالمية، وخاصة سوق الذهب. يتوقع المستثمرون قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن رفع أو تثبيت أسعار الفائدة في المرحلة المقبلة، حيث أن هذه القرارات تؤثر بشكل مباشر على تكلفة الفرص البديلة للاستثمار في الأصول الأخرى. مع تطلع الأسواق لتحسين مؤشرات التضخم والحد من ارتفاع معدلات البطالة؛ يبقى الذهب خيارًا مستدامًا للمستثمرين الباحثين عن استقرار طويل الأجل، خاصة في ظل السياسات النقدية التي تحمل طابع عدم اليقين. تشير البيانات الأخيرة أن الذهب لا زال يمثل ملاذًا قويًا وسط المشهد الاقتصادي المعقد، مدعوماً بمستوى ثقة المستثمرين المتزايد في الأوقات غير المستقرة.

ختاماً، يبقى مستقبل أسعار الذهب رهينة التطورات الاقتصادية الكبرى والمحادثات التجارية المستمرة بين القوى العالمية. كما أن النشاط القوي لصناديق الاستثمار يعكس الثقة بالذهب كملاذ آمن أثناء التقلبات الاقتصادية. في ظل هذه المعطيات، تظل قدرتك على تحليل السوق ومواكبة المستجدات أحد المعايير المهمة لاتخاذ القرارات الاستثمارية الصائبة.