«رسالة غاضبة» من الكونغرس لترامب بشأن الاتفاق مع الحوثيين تثير الجدل

تُثير التطورات الأخيرة بشأن الاتفاق بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي قلقاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية والأمريكية، حيث يرى الكثيرون أن هذا الاتفاق يحمل تأثيرات كبيرة على أمن إسرائيل ومستقبل المنطقة، وسط مخاوف من أن الاتفاق قد يُفسر كتراجع أمريكي عن التصدي للحوثيين، وهو ما يدفع الأطراف المختلفة للتساؤل حول التداعيات المحتملة لهذه الخطوة على الاستقرار الإقليمي.

الاتفاق الأمريكي مع الحوثيين وتأثيره على أمن إسرائيل

تُعتبر إسرائيل من الدول الأكثر تأثراً بالاتفاق المعلن بين واشنطن والحوثيين، حيث تكشف التقارير الإسرائيلية عن حالة من الصدمة والاستياء، خصوصاً بعد تصريح السفير الأمريكي في تل أبيب بأن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى تنسيق مسبق مع إسرائيل بشأن هذا الاتفاق، وتعديل هذا التوجه يعزز المخاوف الإسرائيلية بأن السياسة الأمريكية تُعيد ترتيب استراتيجياتها في المنطقة بشكل يخالف المصالح الإسرائيلية؛ خاصة مع استهداف الحوثيين المتكرر لأهداف حيوية مثل مطار بن غوريون.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبّر عن رفض بلاده لهذا التوجه قائلاً: إن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية دون الاعتماد على الدعم الأمريكي، وهو ما يعكس إدراك إسرائيل للتحديات المطروحة، نتيجة لما اعتُبر تحولاً أمريكياً دراماتيكياً في سياستها تجاه الحوثيين. ووفقاً لما أشار إليه تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن هذا الاتفاق كشف عن توتر ضمن العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية.

التداعيات الإقليمية لاتفاق الولايات المتحدة مع الحوثيين

توصل الاتفاق الذي تم بوساطة سلطنة عمان إلى وقف الهجمات المتبادلة بين الحوثيين والأمريكيين، إذ تلتزم الجماعة في المقابل بعدم استهداف السفن الأمريكية، وهو ما يُعد نجاحاً دبلوماسياً حظي بدعم كبير من مسقط. ولكن، تبقى الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت هذه الهدنة تُشكل بادرة لإنهاء شامل للأزمة أم مجرد فترة مؤقتة، خاصة مع اتساع نطاق النفوذ الإيراني عبر الحلفاء الإقليميين من بينهم الحوثيين.

وبينما قد تُساعد هذه الخطوة في تقليل التوترات العسكرية المباشرة، فإن طبيعة الاتفاق تفتح الباب أمام تساؤلات حول تأثيره على التوازن الإقليمي. إذ يعتبر منتقدو الصفقة أنها تخفض من الالتزام الأمريكي بالأمن في البحر الأحمر وباب المندب، ما قد يُشجع جماعات أخرى على استغلال هذه السياسة المغايرة.

ردود الأفعال الدولية وأثرها على المنطقة

على الصعيد الدولي، تنوعت ردود الأفعال بشكل كبير. ففيما اعتبرت إيران الاتفاق انتصاراً سياسياً لحلفائها الحوثيين، فإن بعض الدول الخليجية أبدت قلقها من احتمالية تعزيز النفوذ الإيراني في اليمن واستغلاله لتهديد الملاحة الدولية في الممرات المائية الحيوية. وفي ذات السياق، رأت جهات دولية أن الاتفاق يُظهر تزايد اعتماد الولايات المتحدة على الحلول الدبلوماسية بدلاً من الخيارات العسكرية.

على الجانب الإسرائيلي، يستمر القلق المتنامي، حيث يُواجه السياسيون في تل أبيب انتقادات داخلية من بعض الأطراف السياسية حول كيفية التعامل مع التداعيات. التصريحات الحادة التي أطلقها نتنياهو تُظهر إصرار حكومته على التصدي لأي تهديد محتمل، سواء بالشراكة مع الولايات المتحدة أو بالتحركات العسكرية المنفردة.

الحدث التأثير
الاتفاق مع الحوثيين أثار مخاوف بشأن أمن إسرائيل والتوازن الإقليمي
رد إسرائيل تأكيد على العمل العسكري المستقل لضمان أمنها
موقف واشنطن تحول ملحوظ نحو الحلول الدبلوماسية

إن مستقبل الوضع في اليمن سيعتمد بشكل كبير على مدى التزام الأطراف المتفاوضة بالاتفاق، إذ يتطلب تحقيق سلام مستدام تعاوناً إقليمياً ودولياً حقيقياً لتفادي أي تداعيات غير محسوبة على الأمن والاستقرار في المنطقة.