خدمة الحجاج تدخل عصر الذكاء الاصطناعي بخطة تشغيلية الأكبر في تاريخ الحج

أطلقت رئاسة الشؤون الدينية في المسجد الحرام والمسجد النبوي الخطة التشغيلية لموسم حج هذا العام، وهي تُعد الأكبر منذ بدء تطبيق الترتيبات التنظيمية، حيث تضمنت هذه الخطة 120 مبادرة إثرائية و10 مسارات ذكية تركز على تعزيز التجربة الرقمية والتقنية لخدمة الحجاج، بالإضافة إلى تقديم 50 برنامجًا علميًا وفكريًا لتوسيع الفهم والتوعية، ويدعم تنفيذ هذه البرامج أكثر من 2000 موظف سعودي مؤهل يعملون على تقديم خدمات متكاملة لضيوف الرحمن بإتقان وجودة.

الخطة التشغيلية لتعظيم تجربة خدمة الحجاج

تمحورت الخطة التشغيلية لهذا العام حول ثلاثة مرتكزات رئيسية تهدف إلى تعزيز تجربة الحاج وإثراء جوانبها الدينية والفكرية، تضمنت هذه المرتكزات استثمار شرف الزمان من خلال التأكيد على فضل الحج وتعزيز القيم الوسطية المعتدلة، مع استغلال شرف المكان لتوصيل رسالة الحرمين عالميًا، كما ركزت على تقديم تجربة إيمانية فريدة ومتكاملة عبر الاعتماد على الجودة والابتكار، مما يبرز جهود السعودية في تحقيق الريادة عالميا بخدمة الحجاج من مختلف الأنحاء.

ولتحقيق هذه الأهداف تم تقسيم الجهود إلى مسارات دقيقة ومتخصصة تشمل برامج علمية وفكرية وإثرائية تتسم بالتنوع والشمولية، كما طُبّقت تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان تقديم خدمات متطورة تواكب العصر، وتعزز التواصل مع الحجاج بمختلف لغاتهم وثقافاتهم لتعميق فهم مقاصد الشريعة الوسطية.

التحول الرقمي في خدمة الحجاج

أولى القائمون على موسم حج هذا العام أولوية كبيرة للتحول الرقمي وتوظيف التقنيات الذكية لتعزيز مستوى خدمة الحجاج وتحقيق تجربة روحانية لا تُنسى، فقد تم اعتماد مسارات رقمية مبتكرة تشمل روبوتات ذكية تقدم إرشادات متعددة بلغات مختلفة، مما يسهم في تسهيل التواصل وخفض الحواجز الزمنية والمكانية، كما دعمت منصات التفاعل الذكية إيصال الرسائل الإيمانية بأحدث الأساليب التقنية لضمان وصولها إلى كل حاج بالطريقة التي تناسبه.

ومن بين النقاط الرئيسية التي تناولتها الخطة تطوير المنظومة الرقمية لإرشاد الحجاج باستخدام أدوات تقنية متقدمة تُسهم في إيصال الرسائل الإيمانية والدينية بشكل دقيق، مما يعزز تجربة الحجاج ويؤكد على أهمية الكفاءة والجودة في تقديم الخدمات داخل الحرمين الشريفين.

تعزيز وسطية الرسالة الدينية

أكدت رئاسة الشؤون الدينية أن محور خدمة الحجاج هذا العام ركّز على إيصال رسالة الحج الوسطية والإنسانية إلى العالم بأسره، وقد تم تطبيق هذه الرسالة من خلال مبادرات وفقرات علمية وفكرية وإرشادية تُبرز القيم الإسلامية المعتدلة، وقد جاءت هذه المبادرات لدعم أبعاد الحج الإيمانية وتعزيز التسامح والاعتدال، مما يعكس التزام السعودية برسالتها في نشر القيم الدينية السمحة بوسائل حديثة ومؤثرة.

الهدف هو ترسيخ مفهوم السلام والتواصل الإنساني بين الشعوب المختلفة، حيث تسعى البرامج المقدمة إلى بناء تجربة متكاملة تجعل الحج رحلة روحانية ثرية وطريقة للتعارف والتفاهم الحضاري.

خطة هذا العام لموسم الحج تُعد نجاحًا جديدًا يُضاف إلى الجهود المستمرة لخدمة الحجاج، وتعكس التزام المملكة بما يتماشى مع رؤيتها التقنية وتنمية الابتكار في تقديم الخدمات الإنسانية.