«الديكتاتورية الجزائرية» تشعل حربًا ضد الكتاب وتهدد حرية التعبير

يشهد العالم اليوم تصاعدًا في قضايا التضييق على حرية التعبير، ومؤخرًا أثارت مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحق الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود جدلًا كبيرًا، حيث واجه اتهامات من السلطات الجزائرية ترتبط بعمله الأدبي الذي يناقش فترات صعبة من تاريخ الجزائر، خاصة العشرية السوداء، مما يبرز أهمية حرية الكتابة ودورها في تسليط الضوء على قضايا إنسانية عميقة.

حرية التعبير ومستقبل الكتاب الجزائريين

ساهم كمال داود في تسليط الضوء على قضايا حرجة في المجتمع الجزائري، عبر روايات وأعمال أدبية ناقشت الفترة الدامية التي شهدتها الجزائر في التسعينيات، تُعرف هذه الفترة بـ”العشرية السوداء”، حيث عانت البلاد من صراعات سياسية وحرب أهلية دامية، روايته “حوريات” أخذت اهتمامًا عالميًا، حيث جمعت بين الأدب والشهادة الإنسانية؛ مما أثار حساسية النظام الجزائري بسبب رسائلها الجريئة؛ دور الأدب في معالجة الجراح الإنسانية لا يمكن إنكاره، ولكن عندما يتحول إلى أداة تهدد القوى الحاكمة، تصبح حرية التعبير في خطر.

رواية “حوريات” وتأثيرها في العالم الأدبي

تناولت رواية “حوريات” قصة حساسة حول شخصية “فجر” التي ترمز للمرأة الجزائرية التي عانت خلال العشرية السوداء، استخدم كمال داود أسلوبًا سرديًا يمزج بين الألم والواقعية، مما جعل الرواية شهادة معاصرة تبرز مأساة هذه الفترة، الرواية لم تكن تكريمًا للضحايا فقط، بل حملت رسالة أوسع حول معاناة النساء في النزاعات المسلحة؛ هذا العمل جعل داود هدفًا لانتقادات النظام الجزائري الذي يرى في الأعمال المماثلة تحديًا لخطابه الرسمي والسياسي.

دور الإعلام والنشر في دعم كمال داود

وقفت صحيفة “لوبوان” الفرنسية ودار النشر “غاليمار” بجانب الكاتب كمال داود؛ مؤكدة على رفضها للاتهامات الموجهة ضده واعتبارها جزءًا من حملة تضييق على حرية التعبير، مدير الصحيفة، إتيان جيرنيل، كتب دعمًا قويًا للكاتب واصفًا ما يحدث بأنه نتاج “حرب ضد الكتاب وحرية التعبير”؛ لم تقتصر ردود الأفعال على وسائل الإعلام الغربية، بل أثارت القضية نقاشًا في الوسط الأدبي الدولي حول أهمية حماية الكتّاب من التهديد والمضايقات.

العنوان القيمة
رواية الكاتب حوريات
موضوع الرواية العشرية السوداء في الجزائر
الناشر غاليمار
الداعم الإعلامي لوبوان

تعيد قصة كمال داود وحملة التضييق عليه النقاش حول أهمية الأدب كوسيلة للتوثيق وكأداة للتغيير الاجتماعي والسياسي، حيث لا يمكن لأمة أن تزدهر في غياب حرية التعبير، ويظل تحدي الأنظمة القامعة أحد أهم أدوار الكتّاب والمبدعين، مما يجعل الدفاع عن حرية الكتابة مسؤولية جماعية.