«ارتفاع قياسي» لأسعار الذهب عالميًا.. الأونصة تتجاوز 3316 دولارًا للأوقية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الجمعة بعد موجة من التراجع في وقت سابق من الجلسة، حيث أقبل المستثمرون على شراء الذهب كملاذ آمن، يأتي هذا في وقت تركز الأسواق اهتمامها على المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي يُتوقع أن تلعب دورًا حاسمًا في تحديد حركة الأسواق، مما يجعل الأجواء مهيأة لتحركات كبيرة محتملة في أسعار الذهب.

ارتفاع أسعار الذهب اليوم وتأثير المحادثات التجارية

ارتفع سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليسجل 3,316.29 دولار للأوقية، بينما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.5% لتصل إلى 3,321.60 دولار، ويُعزى هذا الارتفاع إلى عمليات الشراء التي اكتسبت زخمًا عقب هبوط الأسعار، حيث يواصل المستثمرون تفضيل المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل تطورات الأسواق الأخيرة، خاصة مع زيادة التركيز على المفاوضات التجارية ما بين الولايات المتحدة والصين.
يتوقع المحللون أن تظل أسعار الذهب عرضة للتقلبات مع استقرارها النسبي بالقرب من مستوى 3300 دولار أمريكي للأوقية، مشيرين إلى أن النتائج المرتقبة لهذه المحادثات ستكون العامل الأبرز لتحديد حركة الذهب خلال الأيام القادمة، وخصوصًا اتجاه المستثمرين نحو المعدن كوسيلة للتحوط ضد التقلبات والتضخم المالي.

السياسات النقدية وتأثيرها على أسعار الذهب

على صعيد السياسات النقدية، ما يزال بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أحد المؤثرين الأساسيين على مسار الذهب، حيث حافظ البنك على مستويات الفائدة الثابتة وأشار إلى استمرار مخاطر التضخم والبطالة، كما يترقب المستثمرون تصريحات مسؤولي البنك للحصول على رؤى إضافية حول مستقبل الاقتصاد والسياسات التي قد تؤثر على الذهب بشكل مباشر، فمع بيئة أسعار الفائدة المنخفضة يزدهر المعدن النفيس كاستثمار آمن وأكثر شعبية.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب تتأثر أيضًا بالتوترات الاقتصادية العالمية مثل اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التي أدت إلى خفض بعض الرسوم الجمركية، مما أثر بشكل غير مباشر على المناخ التجاري العام.

مبيعات الذهب عالميًا وأداء المعادن النفيسة

على المستوى الدولي، شهد الطلب على الذهب تفاوتًا واضحًا، ففي الهند قُدمت خصومات على الذهب بسبب ضعف الطلب نتيجة ارتفاع الأسعار، حيث ارتفعت الأسعار المحلية بفعل انخفاض قيمة الروبية، بينما شهدت الصين انتعاشًا في الشراء بعد انتهاء إحدى العطلات الوطنية. أما المعادن النفيسة الأخرى فقد حافظت على مستويات مستقرة، حيث بلغت أسعار الفضة نحو 32.48 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين إلى 980.55 دولار بزيادة بلغت 0.5%، وصعد البلاديوم بنسبة 0.2% ليصل إلى 978.21 دولار للأوقية، وهذه التحركات توضح استمرار النشاط في سوق المعادن وسط الأجواء الاقتصادية الحالية.

في النهاية، يظل الذهب حاضرًا كأحد الاستثمارات الأكثر أمانًا وسط التحديات العالمية، ومع التطورات الاقتصادية والسياسية المتسارعة فإنه يبقى خيارًا رئيسيًا للمستثمرين خلال الفترة المقبلة.