«ارتفاع طفيف» بأسعار الذهب مع تقييم الأسواق لاتفاقات ترمب التجارية الجديدة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً بعد أسبوع شابته تقلبات حادة، حيث حقق المعدن النفيس مكاسب ملحوظة بلغت نحو 6% خلال أول يومين من التداول، قبل أن يفقد جزءاً كبيراً من هذه المكاسب. جاءت هذه التطورات وسط توقعات الأسواق بشأن اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، التي شملت مزايا محدودة دون أن تكون شاملة كما كان مأمولاً.

أسعار الذهب تتأثر بالاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة

ارتفعت أسعار الذهب لتصل إلى 3316 دولاراً للأونصة، بزيادة تخطت نسبة 2% على مدار الأسبوع. وقد مثّل هذا الارتفاع انعكاساً لتأثير الاتفاق الجديد بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الذي يمنح واشنطن وصولاً أفضل إلى السوق البريطانية، مع تسريع الإجراءات الجمركية لبعض الصادرات. بالمقابل، حصلت بريطانيا على إعفاءات جمركية محدودة شملت السيارات والفولاذ والألمنيوم، إلا أن الاتفاق لم يرقَ إلى مستوى الآمال المتعلقة باتفاق تجاري شامل. ورغم ذلك، لا يزال التأثير الاقتصادي للاتفاق محاطاً بعدم اليقين في ظل عدم وضوح تفاصيله وطبيعته المحدودة.

محادثات التجارة مع الصين ومستقبل الرسوم الجمركية

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تفاؤله بشأن محادثات التجارة مع الصين، إذ أشار إلى إمكانية تحقيق تقدم ملموس قد يؤدي إلى خفض الرسوم الجمركية البالغة 145% المفروضة على السلع الصينية. من جانب آخر، طالبت الصين مجدداً بإلغاء الرسوم المفروضة عليها. ويعتقد المحللون أن التقدم في هذه المفاوضات قد يؤثر بشكل مباشر على سوق الذهب كمؤشر ملاذ آمن. إذا ما سارت الأمور بشكل إيجابي، يمكن أن يدفع ذلك المستثمرين للاتجاه نحو الأصول الأكثر مخاطرة مثل الأسهم، مما قد يقلل الطلب على الذهب ويحد من مكاسبه الأخيرة.

توجهات المستثمرين وأداء الذهب

تراجعت سندات الخزانة الأمريكية، إذ أدى الاتفاق التجاري مع بريطانيا وبيانات سوق العمل القوية إلى زيادة الإقبال على الأصول ذات المخاطر المرتفعة، ما دفع المستثمرين لتقليل توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة. تنعكس هذه التغيرات في العوائد على أداء الذهب، باعتباره أصلاً غير مدرّ للعوائد. إلا أن الذهب حافظ على مكانته كملاذ آمن، محققاً أداءً قياسياً بأكثر من 25% خلال العام الحالي، ليتجاوز حاجز 3500 دولار في وقت سابق. ورغم ذلك، فإن محدودية الاتفاقات التجارية وتأثيرها غير المؤكد على النمو الاقتصادي العالمي تعزز الطلب المستمر على الذهب.

شهدت المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاديوم والبلاتين ارتفاعات طفيفة أيضاً، بينما بقي مؤشر الدولار مستقراً رغم مكاسب بلغت 0.5% خلال الأسبوع. يظل أداء الذهب مرهوناً بتطورات الاقتصاد العالمي والمفاوضات التجارية، مما يعزز دوره كأداة استثمارية استراتيجية للمستثمرين.