«رد قوي» من سفير أميركا على مسؤولي الاحتلال: لسنا ملزمين بمواقفكم

تصاعدت حدة التوترات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على خلفية الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن مع الحوثيين في اليمن. وقد رد السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، على انتقادات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، مؤكدًا أن بلاده ليست ملزمة بالحصول على إذن من إسرائيل بشأن ترتيباتها الأمنية مع الجماعة اليمنية المدعومة من إيران، ما أثار نقاشًا واسعًا بشأن السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة.

التصريحات الأمريكية بشأن الاتفاق مع الحوثيين

صرح السفير الأمريكي لدى إسرائيل، خلال مقابلة مع قناة إسرائيلية، أن الإجراءات الأمريكية تجاه الحوثيين تستند في جوهرها إلى حماية المواطنين الأمريكيين من أي تهديد محتمل. وأوضح أنه لا يوجد التزام قانوني أو سياسي يلزم الولايات المتحدة بتنبيه أو استشارة إسرائيل قبل اتخاذ مثل هذه الخطوات. كما أضاف أن أي اعتداء من الحوثيين يستهدف المصالح أو المواطنين الأمريكيين سيتم التعامل معه كأولوية أمريكية مباشرة.

وأشار السفير إلى أن عدد المواطنين الأمريكيين الذين يعيشون في إسرائيل يقدر بنحو 700 ألف شخص، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للعلاقة بين البلدين، لكنه أكد أن القرارات المتعلقة بالأمن القومي الأمريكي تتم بصورة مستقلة، ولا يتم تحديدها وفقًا لمصالح أطراف خارجية، بما فيها إسرائيل.

ردود فعل إسرائيلية على وقف الهجمات ضد الحوثيين

أثار إعلان الولايات المتحدة عن وقف الهجمات على الحوثيين موجة من الانتقادات داخل الأوساط الإسرائيلية الرسمية. حيث أشار وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أن تل أبيب لم تُبلغ مسبقًا عن هذا القرار، مما زاد من حالة الاستياء لدى القيادة الإسرائيلية. كما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتي في تعليق مشترك بأن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها، في إشارة واضحة إلى موقفها المستقل وسط استراتيجيات واشنطن في المنطقة.

في السياق ذاته، أكد مسؤولون إسرائيليون أن الاتفاق المفاجئ عبر وساطة عمانية قد يشكل تحديًا للمصالح الأمنية والسياسية الإسرائيلية، خصوصًا في ضوء تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال الجماعات المتحالفة معها مثل الحوثيين.

دوافع الولايات المتحدة للاتفاق مع الحوثيين

وفقًا لما ورد من تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن الحوثيين قد أبدوا استعدادهم لوقف الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، مما دفع واشنطن إلى التوصل لاتفاق يهدف إلى تهدئة الأوضاع وتقليل التهديدات الأمنية في المنطقة. وأضاف ترامب أن هذا القرار يأتي ضمن إطار استراتيجي أوسع يهدف إلى حماية المصالح الاقتصادية والشراكات التجارية للولايات المتحدة مع الدول المجاورة.

وأظهرت التحركات الدبلوماسية الأخيرة رغبة الولايات المتحدة في تجنب المزيد من التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، والتركيز بشكل أكبر على الحلول السياسية التي يمكن أن تسهم في تحقيق الاستقرار. هذا التوجه يعكس رؤية أمريكية جديدة تقوم على الحد من التدخلات العسكرية والعمل على تعزيز النفوذ عبر الحلول السلمية، وهو ما أثار تحفظات واضحة لدى إسرائيل.

العنوان القيمة
موقع الاتفاق عبر وساطة عمانية
عدد الأمريكيين في إسرائيل 700 ألف
تصريحات الرئيس الأمريكي تهدئة الأوضاع الأمنية