«قفزة تاريخية».. الذهب يرتفع مع ترقب محادثات التجارة بين أميركا والصين

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا عقب تراجعها في الجلسة السابقة، حيث اتجه المستثمرون إلى شرائه وسط تطورات التجارة العالمية بين الولايات المتحدة والصين، مما يعكس مدى تأثر السوق بالأحداث الاقتصادية البارزة، ومع ذلك، يترقب العالم تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وسياساته النقدية التي تلعب دورًا مؤثرًا في توجه أسعار المعادن النفيسة ضمن الأسواق العالمية.

توقعات أسعار الذهب في ظل المحادثات التجارية

تتأثر أسعار الذهب بشكل ملحوظ بالأحداث الاقتصادية، حيث سجلت المعاملات الفورية للذهب زيادة بنسبة 0.1% لتصل إلى 3309.39 دولار للأوقية، بينما ارتفعت العقود الآجلة بنسبة 0.3% لتسجل 3314.20 دولار. جاء هذا التغير نتيجة التفاؤل النسبي حول المحادثات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين التي ستُعقد في سويسرا، إذ يُنتظر أن تؤدي هذه المفاوضات إلى تهدئة التوترات التجارية، مما يعزز إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة مثل الذهب الذي يعتبر ملاذًا تقليديًا خلال الأزمن المضطربة.

تأثير الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة وبريطانيا على الأسواق

شهد الذهب تراجعًا طفيفًا في الجلسة السابقة بفعل الإعلان عن الاتفاق التجاري بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أبقى على رسوم جمركية بنسبة 10% على السلع البريطانية المستوردة إلى جانب تقليل بريطانيا رسومها الجمركية على المنتجات الأمريكية من 5.1% إلى 1.8%. رغم أن هذا الاتفاق أدى إلى بعض التقلبات في السوق، إلا أنه أحدث نوعًا من الاستقرار النسبي في ثقة المستثمرين مما انعكس على ارتفاع سعر الذهب مجددًا تدريجيًا.

عوامل إضافية تؤثر على أسعار الذهب والمعادن النفيسة

لا تقتصر العوامل المؤثرة على أسعار الذهب على المفاوضات التجارية والسياسية فحسب، بل تشمل أيضًا توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي أبقى أسعار الفائدة ثابتة مع التحذير من ارتفاع معدلات التضخم والبطالة في المستقبل، مما يوجه المستثمرين للبحث عن فرصة استثمارية أكثر أمانًا. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت أسعار الفضة بنسبة 0.4% إلى 32.37 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.5% إلى 980.62 دولار، وسجل البلاديوم تراجعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 973.04 دولار. ترجع هذه التغيرات إلى التوازن بين العرض والطلب في الأسواق وأثر السياسات المالية العالمية عليها.

باختصار، يمثل الذهب مؤشّرًا قويًا للتحولات الاقتصادية العالمية، تبعًا للتوترات والتطورات المرتبطة بالتجارة الدولية والسياسات النقدية، بالإضافة إلى تأثير عوامل العرض والطلب على أسعار المعادن النفيسة الأخرى.