لجنة التجارة الفيدرالية تخفق في منع صفقة استحواذ مايكروسوفت على أكتيفجن

تعد صفقة استحواذ مايكروسوفت على شركة أكتيفجن بليزارد بقيمة 68.7 مليار دولار واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ صناعة الألعاب، ومع ذلك، فقد أثارت هذه الصفقة جدلًا واسعًا ومخاوف من تأثيرها على المنافسة في السوق، بعد محاولات لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) لإيقافها قانونيًا، لكن المحاكم الأمريكية رفضت الأدلة التي قدمتها اللجنة لتنفيذ أمر قضائي يوقف الصفقة.

أسباب فشل لجنة التجارة الفيدرالية في القضية

تقدمت لجنة التجارة الفيدرالية بشكوى ضد استحواذ مايكروسوفت على أكتيفجن، زاعمة أن الصفقة ستؤدي إلى تقليص المنافسة بشكل كبير، حيث ستتحكم مايكروسوفت في محتوى أكتيفجن الكبير مثل Call of Duty وDiablo، مما يعزز منصتها Xbox على حساب الشركات المنافسة، إلى جانب احتمال تقليل جودة الألعاب أو رفع أسعارها، إلا أن المحكمة اعتبرت أن اللجنة لم تتمكن من إظهار أدلة كافية تثبت أن هذه الصفقة ستلحق ضررًا بالمستهلك أو ستهدد الابتكار في القطاع.

في يوليو 2023، رفضت محكمة المقاطعة الفيدرالية طلب لجنة التجارة الأولي لتعليق إتمام الصفقة بشكل مؤقت، وعند تقدم اللجنة باستئناف، رفض أيضًا بحكم صادر عن محكمة الاستئناف في أكتوبر، ما يوضح استمرار الفشل القانوني في إيقاف تلك الصفقة التاريخية.

دوافع مايكروسوفت لإتمام صفقة أكتيفجن

سعت مايكروسوفت للاستحواذ على أكتيفجن لزيادة تنافسيتها في سوق الألعاب الإلكترونية، خصوصًا في مجال الألعاب السحابية الذي يشهد نموًا سريعًا، حيث ستكتسب الشركة حقوقًا لصناعة ألعاب ضخمة وشهيرة تدعم منصات الألعاب المختلفة، بالإضافة إلى امتلاكها مطوري محتوى مبتكر مثل Blizzard وKing، وبهذا الإجراء، تكون مايكروسوفت قد عززت استراتيجيتها لتوسيع منصتها Xbox ومحتوى Game Pass الشهيرة، إلى جانب تقديم ميزات تنافسية إضافية.

تعهدت مايكروسوفت للبقاء ملتزمة بالإبقاء على ألعاب أكتيفجن متاحة على المنصات المنافسة مثل PlayStation لعدة سنوات قادمة، وقدمت تنازلات أقنعت أكثر من 40 دولة، منها الاتحاد الأوروبي والبرازيل والصين، حيث حصلت الصفقة على موافقات رقابية دولية على الرغم من معارضة بعض الجهات الأمريكية.

تأثير الصفقة على مستقبل صناعة الألعاب

تعتبر صفقة الاستحواذ على أكتيفجن لحظة مهمة في تاريخ الألعاب الإلكترونية، إذ وصلت قيمتها إلى حوالي 69 مليار دولار، ما يجعلها أضخم صفقة في القطاع بتاريخ الصناعة، ومن المتوقع أن تعزز مكانة مايكروسوفت في سوق الألعاب السحابية ومنصات الألعاب الرقمية، كما ستتيح السيطرة على استوديوهات تطوير رئيسية، مما يمنحها القدرة على تقديم تجارب لعب مبتكرة وتوسيع قاعدة مستخدميها بشكل كبير.

بينما تثير هذه الصفقة مخاوف من احتمال احتكار مايكروسوفت لحقوق الألعاب ودفع المنافسين مثل سوني PlayStation إلى التحدي، إلا أنها تعكس تغيرات جذرية في اقتصاد الألعاب العالمي الذي يشهد نقل المحتويات والتركيز على تقديم تجارب لعب متعددة الوسائط عبر منصات مختلفة.