دراسة جديدة: السيارات الهجينة تستهلك وقودًا أكثر مقارنة بالسيارات التقليدية

أظهرت دراسة حديثة أن السيارات الهجينة قد لا تكون بالضرورة الخيار الأكثر اقتصادية عندما يتعلق الأمر بتوفير الوقود، على الرغم من ترويجها كخيار صديق للبيئة، فقد خلصت جمعية السيارات الأسترالية إلى نتائج مفاجئة بعدما اختبرت مجموعة من السيارات الهجينة المختلفة، مما أثار تساؤلات حول مدى مصداقية الادعاءات التي تدور حول كفاءة الوقود لهذه السيارات مقارنة بنظيراتها العاملة بالبنزين فقط.

السيارات الهجينة تستهلك وقودًا أكثر في بعض الحالات

وفقًا لجمعية السيارات الأسترالية، أجريت اختبارات مفصلة على 16 سيارة من خمس علامات تجارية مختلفة تضمنت سيارات هجينة تقليدية وخفيفة، وقد أظهرت النتائج أن بعض السيارات الهجينة استهلكت وقودًا أكثر بنسبة تصل إلى 12% مقارنة بالسيارات العاملة بالبنزين، فعلى سبيل المثال، كانت السيارات مثل “تويوتا كامري” متميزة داخل المدن حيث قل استهلاكها للوقود بنحو 50%، إلا أن الأداء على الطرق السريعة كان أقل كفاءة بشكل ملحوظ حيث لم يقل استهلاكها للوقود سوى بنسبة 13%.

من المثير للاهتمام أن سيارات هجينة خفيفة أخرى مثل “سوبارو فورستر” و”سوزوكي سويفت” قد أظهرت أحيانًا استهلاكًا أعلى للوقود مقارنة بالسيارات التي تعمل بالبنزين فقط، كما ظهرت بعض الطرازات على أنها أقل كفاءة مما تدعيه الشركات المصنعة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك طراز “جوليون” الهجين من GWM، الذي لم يُلبِّ التوقعات التي طرحتها التجارب المعملية.

كفاءة السيارات الهجينة في المدن والطرق الريفية

أوضحت الدراسة أن كفاءة السيارات الهجينة قد تكون محددة بناءً على طبيعة الطرق التي تُستخدم عليها، فالسيارات الهجينة التقليدية أثبتت أنها أكثر فاعلية داخل المدن نظرًا لانخفاض حدة احتياج المحرك الذي يعمل بالوقود، وهو ما يجعلها خيارًا مفضلًا في التنقلات الحضرية حيث يمكن الاعتماد بشكل أفضل على المحرك الكهربائي أو الأنظمة المشتركة، غير أن هذه السيارات تبدو أقل ملاءمة للقيادة في المناطق الريفية أو الطرق السريعة حيث يزيد استخدام المحرك العامل بالوقود.

مقارنة بين السيارات الهجينة والبنزين

بالمقارنة بين السيارات الهجينة والسيارات التقليدية العاملة بالبنزين، يتضح أن أفضلية أيٍّ منها تعتمد إلى حدٍ كبير على نمط القيادة ونوعية الطرق المستخدمة، فعلى الرغم من ادعاءات الشركات المنتجة للسيارات الهجينة بأنها صديقة للبيئة وموفرة للوقود، إلا أن هذا الادعاء قد لا يتحقق في بعض الظروف، حيث يمكن للسيارات الهجينة أحيانًا أن تكون أقل كفاءة عندما تُستخدم على الطرق الطويلة أو الريفية بصورة متكررة.

في ظل هذه الأرقام، يتعين على المستهلكين مراعاة نمط استخدامهم اليومي وظروف الطريق عند اختيار السيّارة المناسبة، فقد تكون السيارات الهجينة خيارًا ذكيًا للبعض ولكن ليس بالضرورة للجميع. المزيد من الدراسات والمعلومات يمكنها أن تساعد في اتخاذ القرار الأمثل بما يلبي الاحتياجات الفعلية للسائقين.