«تاريخي» الفاتيكان تنتخب أول بابا أمريكي في سابقة للكنيسة الكاثوليكية

في خطوة تاريخية ومثيرة، انتُخب الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست، الذي يُعرف الآن باسم البابا ليو الرابع عشر، كأول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. جاء هذا الإعلان الرسمي بعد وفاة البابا السابق فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، الذي قاد الكنيسة لمدة اثني عشر عامًا، مما يُعد تحولًا جذريًا وحدثًا تاريخيًا يعكس تغيرًا في معايير انتخاب قادة الكنيسة.

انتخاب البابا ليو الرابع عشر يعيد تشكيل تاريخ الفاتيكان

العملية الانتخابية في الفاتيكان اختتمت بإعلان ظهور الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين، وهي الإشارة المعترف بها عالميًا لانتخاب بابا جديد. خرج البابا المنتخب إلى شرفة كنيسة القديس بطرس في حضور حشد هائل تجاوز عشرات الآلاف من المصلين والزوار، معلنًا بدء عهد جديد يحمل معه رسائل السلام والحوار الدولي. صادحًا بعبارة: “ليكن السلام معكم جميعًا”، تحدث البابا بعدة لغات، مما يُبرز ارتباطه بماضيه كمبشر ورئيس أساقفة في بيرو، حيث ترك بصمة لا تُنسى على الكنيسة هناك.

السيرة الذاتية للبابا ليو الرابع عشر ومكانته الإصلاحية

البابا ليو الرابع عشر، المولود في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة، يمتلك رصيدًا عظيمًا من الخبرة الكنسية. خدم كمبشر في بيرو لفترة طويلة حيث تولى مناصب قيادية بارزة، وتم اختياره كاردينالًا عام 2023. يُعرف عن البابا الجديد كونه معتدلًا في رؤيته، مما ينسجم مع سياسات سلفه البابا فرنسيس، لا سيما في القضايا المتعلقة بالحوار الكنسي والإصلاحات التنظيمية. كما لمع اسمه في قيادة جهة متخصصة بتدقيق ترشيحات الأساقفة، وهو موقع حساس أتاح له متابعة سير العمل الداخلي في الكنيسة بمهارة واهتمام.

الطقوس والاحتفال بالبابا الأمريكي الأول

إتمام عملية انتخاب البابا الجديد شهد طقوسًا فريدة تُعرف باسم “غرفة الدموع”، حيث يرتدي البابا الحلة البيضاء التقليدية قبل بدء طقوس التنصيب الرسمية في كنيسة سيستين. بعد ذلك، توافد الكرادلة لتلاوة كلمات من الإنجيل وإعلان ولائهم للبابا الجديد. اختُتمت الطقوس بترنيمة الشكر الشهيرة Te Deum، التي أدّاها البابا بنفسه وسط حالة من الترقب والتأثر. الرسالة الأولى من البابا ليو الرابع عشر حملت دعوة إلى السلام والحوار ودعمه لقضايا العدالة وحقوق الإنسان، في إشارة إلى مساعيه لجعل الكنيسة قادرة على مواجهة تحديات العصر الحديث.

انتخاب بابا أمريكي للكنيسة الكاثوليكية لأول مرة يُبرز تغيّرًا جوهريًا في سياسات الكنيسة بفعل الديناميكيات الجديدة، مع توقعات بأن يُشكّل انتخاب البابا ليو الرابع عشر خطوة فارقة في استمرارية الإصلاحات داخل الكنيسة وتحقيق حضور عالمي أوسع، خاصة مع تصاعد أهمية الحوارات بين الأديان وتوجه الكنيسة نحو التفاعل مع قضايا العصر الشائكة.