«ارتفاع قياسي» سعر الذهب في لبنان اليوم 8 مايو وسط التوترات الإقليمية

يشهد سوق الذهب في لبنان اليوم تذبذبًا ملحوظًا مع تزايد الطلب على المعدن النفيس كوسيلة للحفاظ على قيمة الأموال، خاصة في ظل انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، مما جعل الذهب المعيار الآمن لعامة الشعب في مواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية؛ ويتزامن ذلك مع استمرار التوترات السياسية محليًا وعالميًا التي تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب عالميًا ومحليًا.

أسعار الذهب اليوم في لبنان

شهدت مختلف عيارات الذهب في لبنان اليوم ارتفاعًا كبيرًا، حيث وصل غرام الذهب من عيار 24 إلى 9,629,305 ليرة لبنانية، ما يعادل حوالي 107.59 دولار أمريكي، ويُعد هذا العيار هو الأكثر طلبًا بين المستثمرين نظرًا لنقائه العالي، بينما وصل غرام الذهب عيار 21، الأغلى تداولًا بين المواطنين، إلى 8,426,425 ليرة لبنانية، أي ما يعادل 94.15 دولارًا أمريكيًا، مما يُظهر أن السوق في حالة نشاط غير مسبوق.

أما عيارات الذهب المستخدمة في الحُلي اليومية، مثل عيار 22 وعيار 18، فقد سجّلت أيضًا زيادات مؤثرة، حيث وصل عيار 22 إلى 8,827,385 ليرة لبنانية، ما يعادل 98.63 دولارًا أمريكيًا، بينما استقر الذهب عيار 18 عند 7,222,650 ليرة لبنانية، أو ما يُقارب 80.70 دولارًا، ليظل الخيار المفضل للشراء الشخصي والتصاميم العصرية.

لماذا الطلب على الذهب في لبنان مرتفع؟

الارتفاع المستمر في أسعار الذهب في لبنان اليوم يعكس عدة عوامل اقتصادية وسياسية، أبرزها الانهيار الكبير في قيمة الليرة اللبنانية أمام العملات الأجنبية، وغياب استقرار الأسواق المحلية، مما دفع العديد إلى السعي نحو الذهب كوسيلة لتخزين القيمة، كما أن الأحداث الإقليمية، خاصة التوترات المستمرة في المنطقة جنوب لبنان وغزة، زادت من القلق تجاه المستقبل المالي، مما عزز من الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.

أضف إلى ذلك أن الاتجاه إلى الذهب لم يعد للأغراض التزيينية فقط، بل بات يُستخدم كأداة لتحوط الأفراد والمستثمرين الصغار ضد التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، مما يعكس اعتمادًا اقتصاديًا متزايدًا عليه كمورد استثماري.

هل ترتفع أسعار الذهب أكثر؟

تشير التحليلات الاقتصادية إلى أن أسعار الذهب في لبنان قد تشهد مزيدًا من الارتفاع إذا استمر تدهور الوضع المالي وعدم الاستقرار السياسي، فضلًا عن النزاعات الدولية كالتوتر بين الهند وباكستان المؤثرة على الأسواق العالمية، ويمكن أن تكون الأسابيع المقبلة حاسمة لتحديد مسار الأسعار، خاصة مع تأثر السوق اللبناني المباشر أيضًا بأسعار الذهب عالميًا، لأن أي زيادة في الطلب أو تضخم عالمي ينعكس محليًا.

وفيما يتعلق بأسعار الجملة، نلاحظ أن الكيلوغرام من الذهب وصل إلى أرقام غير مسبوقة تسجل 9,629,716,700 ليرة لبنانية، وهو ما يعادل 107,594.60 دولارًا أمريكيًا تقريبًا، مما يظهر تصعيد القيود النقدية وزيادة التركيز على الذهب كخيار أخير للحفاظ على الثروة.

إذا استمر كل ذلك دون حدوث تطورات إيجابية في النظام المالي الدولي أو المحلي، فمن المتوقع أن تبقى الأسواق اللبنانية في حالة ترقب وشهد حراكًا مستمرًا على شراء المجوهرات والاستثمار في المعدن النفيس لتحصين أموالهم.