صراع جديد بين هولندا وإسبانيا يعيد ذكريات الخروج من بطولة أمم أوروبا 1984

يشتهر المنتخب الهولندي بلقب واحد فقط في بطولة كبرى، رغم كونه أحد أعظم منتخبات كرة القدم عالميًا. إذ يبلغ رصيده ثلاث مرات وصيف كأس العالم أعوام 1974، 1978، و2010، مما يثير التساؤلات حول لعنة تلاحقه على مدار التاريخ الكروي. حكاية يورو 1984 تحمل العديد من الألغاز التي ما زالت محل جدل بين عشاق كرة القدم.

هولندا وإسبانيا.. بداية الصراع

في تصفيات يورو 1984، وُضعت هولندا بجوار إسبانيا بمجموعة تضم أيضًا منتخبات أصغر مثل مالطا. تنافس المنتخبان طيلة التصفيات ليتساويا بعدد النقاط قبل الجولة الأخيرة. فازت هولندا على مالطا (5-0)، ما جعل موقفها قويًا بفارق أهداف (+16). كان على إسبانيا أن تفوز بفارق 11 هدفًا على مالطا لاقتناص بطاقة التأهل، وهو أمر بدا شبه مستحيل. ومع ذلك، فاجأت إسبانيا الجميع بفوز تاريخي (12-1) في ملعب فيامارين.

معجزة فيامارين

المباراة بين إسبانيا ومالطا دخلت تاريخ الكرة بسبب نتيجتها المثيرة. بدأتها إسبانيا بإضاعة ركلة جزاء، لكن سرعان ما سجل سانتيلانا ثلاثة أهداف قبل نهاية الشوط الأول (3-1). الشوط الثاني شهد انهيارًا تامًا لمنتخب مالطا، فتمكنت إسبانيا من تسجيل تسعة أهداف إضافية بفضل أداء مذهل لـريكون وسانتيلانا وغيرهم. الهدف الأخير في الدقيقة 84 منح الإسبان التأهل وأقصى الهولنديين بطريقة أثارت استغرابهم.

حقيقة المنشطات والاتهامات

بعد المباراة، انهالت الشكوك حول أداء منتخب مالطا في الشوط الثاني. أشار مدرب مالطا السابق إلى شرب لاعبي إسبانيا ما بدا كشراب منشط بين الشوطين. وردَّ الإسبان بأن الشراب المُثار حوله الجدل لم يكن سوى عصير الليمون. ومع غياب الأدلة عن أي تواطؤ، رأى بعض المحللين أن تعب لاعبي مالطا ساهم في النتيجة.

مسيرة إسبانيا في البطولة انتهت بخسارة نهائي يورو 1984 أمام فرنسا، فيما عاد الهولنديون بعد أربع سنوات ليحققوا لقبهم الوحيد في يورو 1988 بفضل جيل ذهبي بقيادة فان باستن وغولييت.