«إيران» و«القنبلة النووية»: هل أصبحت طهران تمتلك السلاح النووي فعلاً؟

يشكل الملف النووي الإيراني محورًا هامًا للنقاشات العالمية، ففي الوقت الذي تحاول فيه القوى العالمية منع انتشار هذا السلاح المدمر، تظهر إيران كمحور جديد في هذه المعادلة المعقدة. والجدل لا يقتصر على قدرتها النووية فقط، بل يتوسع ليشمل نوعية هذا السلاح، بين كونه تقليديًا يعتمد على الانشطار النووي أم قنبلة هيدروجينية ذات تدمير غير مسبوق، مما يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.

إيران والقنبلة النووية: أي مسار تتبعه؟

في إطار التوجهات النووية العالمية، يبدو أن إيران تبني خططها باتباع نماذج سبق وأن نجحت في تطوير سلاح نووي، مثل باكستان وكوريا الشمالية، مع تخفٍ مدروس واحترافية في إخفاء خطواتها. تشير التقارير إلى أن طهران لا تتبع تدابير الشفافية التي تعتمدها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث أنشأت منشآت نووية سرية في مناطق جبلية وعززت قدراتها التكنولوجية. وبحسب الخبراء، فإن البرنامج الإيراني يمكن أن يساعدها في تصنيع عدة قنابل نووية خلال فترة قصيرة، ما يفاقم المخاوف الدولية.

منشآت سرية وقدرات نووية تثير القلق

التطورات الأخيرة في برنامج إيران النووي تكشف عن مسارات سرية تعتمد على منشآت عميقة تحت الأرض، بحيث يصعب استهداف هذه المواقع بسهولة من قبل القوى العسكرية المعادية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مستويات تخصيب اليورانيوم التي وصلت إليها طهران، والتي تجاوزت 60%، تحوّلت مصدرًا لتخوفات متزايدة. إذ يكفي هذه النسب لتصنيع رؤوس نووية جاهزة خلال فترة قصيرة. الجدير بالذكر أن إيران استفادت من الثغرات الموجودة في الاتفاق النووي لعام 2015، مما ساعدها على المضي قدمًا دون عوائق واضحة.

العقوبات والعزلة أم سياسات بديلة؟

بالرغم من العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، فإن إيران أظهرت قدرة لافتة على التكيف مع هذه الضغوط. فقد عملت على توسعة نشاطها النووي بشكل مستتر، وحتى مع عودة العقوبات بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لم تضعف إيران من قدراتها النووية. وفي المقابل، اعتمدت على النفوذ الإقليمي الناتج عن دعم ميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن لتأمين أوراق ضغط ومقايضات سياسية مع الغرب، مما يزيد من تعقيد الخيارات الدولية تجاه البرنامج النووي الإيراني.

النقطة التفصيل
معدلات التخصيب تجاوزت 60% وهي نسبة مقلقة عالميًا
المنشآت النووية مواقع تحت الأرض محمية من الهجمات
النموذج المتبع محاكاة لتجربة باكستان وكوريا الشمالية

المجتمع الدولي يقف الآن أمام معضلة كبيرة تتمثل في موازنة التحركات الدولية للحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي مع ازدياد الخطورة الناتجة عن السلاح النووي الإيراني. وبينما تزداد التقديرات بأن إيران قد تقترب من الإعلان عن امتلاك قنبلة نووية، يتصاعد الشك حول مستقبل الاستقرار في المنطقة. الخيارات معقدة: من المواجهة المباشرة التي قد تشعل حربًا واسعة، إلى المفاوضات التي قد تعزز النفوذ الإيراني أكثر.