«انخفاض مفاجئ».. أسعار الذهب تتراجع مع تهدئة التوترات التجارية عالميًا

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا مؤخرًا، مما أثار اهتمام المستثمرين والأسواق العالمية، حيث تأثرت الأسعار بمستجدات المحادثات التجارية بين الدول الكبرى ومدى تعقيدها، إضافةً إلى تصريحات بعض القادة السياسيين حول الاتفاقيات التجارية المحتملة، وتعتبر هذه التقلبات انعكاسًا للتوترات السياسية والاقتصادية، مما جعل الذهب يفقد جزءًا من بريقه كملاذ آمن في الآونة الأخيرة.

تأثير المحادثات التجارية على أسعار الذهب

أثرت التطورات الأخيرة في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشكل مباشر على أسعار الذهب، حيث أشار الرئيس الأمريكي إلى احتمالية التوصل إلى اتفاقية تجارية رئيسية مع بريطانيا، مما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب كاستثمار آمن، وقد شهد سعر الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 0.7% ليصل إلى 3,339.32 دولارًا للأوقية، في حين تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 1.4% لتصل إلى 3,345 دولارًا، هذا التراجع كان مدفوعًا بإشارات حول رغبة الأسواق في التفكير في استثمارات أخرى أكثر ربحية، مع تخفيف التوترات التجارية.

العوامل المؤثرة في أداء الذهب

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على أداء الذهب في الأسواق المالية، من أبرزها تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي أبقى أسعار الفائدة ثابتة مع التحذير من تزايد المخاطر الاقتصادية؛ إذ يؤدي بقاء أسعار الفائدة منخفضة إلى زيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن، ومع ذلك، فإن ارتفاع التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وعقد مفاوضات نهاية الأسبوع في سويسرا قد ألقى بظلاله على الأسواق المالية، وللحفاظ على استراتيجياتها الاقتصادية، أكدت الصين على دعمها للذهب من خلال رفع حصص الواردات، مما قد يسهم في استقرار الأسعار على المدى الطويل.

التوترات السياسية وأثرها على سوق المعادن

لم تقتصر العوامل المؤثرة في أسعار الذهب على الأمور الاقتصادية فقط، بل كان للتوترات الجيوسياسية نصيب كبير، حيث شهدت العلاقات بين الهند وباكستان تصعيدًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، مما دفع المستثمرين إلى إعادة النظر في سياساتهم الاستثمارية، كما ساهمت البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين والولايات المتحدة في دعم الطلب على المعدن الأصفر، حيث زاد إقبال المستثمرين على الذهب كوسيلة للتحوط ضد المخاطر المالية المرتبطة بتلك التوترات.

من جهة أخرى، تأثرت معادن أخرى مثل الفضة التي انخفض سعرها بنسبة 0.4%، بينما شهد النحاس ارتفاعًا بنسبة 0.4% في بورصة لندن، هذه التفاوتات تعكس مدى تداخل العوامل الاقتصادية والسياسية في تحديد مستويات الطلب على المعادن النفيسة والصناعية على حد سواء.

يتوقع الخبراء استمرار تأثير العوامل السياسية والاقتصادية العالمية على حركة الذهب، مع بقاء الأوضاع التجارية بين الدول الكبرى عنصر تحفيز رئيسي لتحولات الأسعار، ولم يتضح بعد ما إذا كانت الأسواق ستشهد استقرارًا نسبيًا قريبًا أم ستظل في حالة تقلب حاد يعكس التغيرات الجيوسياسية المستمرة.