«نتنياهو يتوعد».. استئناف الهجمات على اليمن دون التنسيق مع واشنطن

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمزيد من الهجمات على اليمن، معبرا عن استعداد إسرائيل للدفاع عن نفسها بشكل مستقل بدون دعم مباشر من الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب اتفاق برعاية عمانية بين الولايات المتحدة ومليشيا الحوثي لوقف إطلاق النار، وهو اتفاق لا يشمل إسرائيل بحسب تعبير نتنياهو، مما يشير إلى تصعيد جديد في الساحة الإقليمية.

تصريحات نتنياهو حول الهجمات الإسرائيلية في اليمن

خلال كلمة ألقاها على حسابه في منصة “إكس”، أكد نتنياهو أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن نفسها، مشيرا إلى هجمات إسرائيلية في اليمن وأماكن أخرى بعيدة جدا، وأضاف أن دعم الأصدقاء الأمريكيين سيكون مرحبا به، ولكنه ليس ضروريا، حيث تعتمد إسرائيل على قوتها الذاتية لتنفيذ تلك العمليات. هذه التصريحات تؤكد رغبة الحكومة الإسرائيلية الحالية في تبني سياسات هجومية بعيدة المدى تشمل تدخلات في الساحات الإقليمية.

العدوان الأمريكي في اليمن وتأثيره

تشهد اليمن منذ سنوات عدوانات متواصلة من قبل قوى خارجية، حيث أفادت الإحصائيات الحوثية أن الولايات المتحدة شنت منذ منتصف مارس الماضي أكثر من 1300 هجوم جوي وبحري أدى إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين، وتأتي هذه الغارات في سياق حملة عسكرية تهدف إلى دعم التحالف الموالي للولايات المتحدة في اليمن ضد مليشيا الحوثي، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن وزيادة معاناة الشعب اليمني، ويبدو أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تأتي استكمالا لهذا النسق التصعيدي.

الاتفاق الأمريكي الحوثي ودور عمان

لعبت سلطنة عمان دورا محوريا في وساطة أدت إلى اتفاق بين الولايات المتحدة ومليشيا الحوثي لوقف إطلاق النار، إلا أن الاتفاق لم يشمل إسرائيل، مما أثار حفيظة نتنياهو وحكومته، ويعكس هذا الاتفاق رغبة بعض الأطراف الدولية في التهدئة جزئيا في اليمن، لكن الاستثناء الإسرائيلي يثير تساؤلات حول ديناميكيات التحالفات الإقليمية وتأثيرها على مستقبل اليمن، فدون تهدئة شاملة ومستدامة تشمل جميع الأطراف المعنية، سيظل النزاع قائما وقد يتفاقم مع تدخلات خارجية متزايدة من قبل عدة قوى مثل إسرائيل.

في ظل هذه التطورات، يبقى اليمن مركزا للتوترات الإقليمية والتنافسات الجيوسياسية التي يدفع ضريبتها الشعب اليمني بأكمله، ويحتاج الحل إلى جهود دولية حقيقية تستهدف استقرار المنطقة وتحقيق السلام العادل بدل التصعيد المستمر.