طريقة عماد النحاس تتماشى مع هوية الأهلي في تحقيق النجاح (تحليل)

شهد النادي الأهلي تحسنًا ملحوظًا في الأداء الهجومي خلال المباراتين الأخيرتين تحت قيادة عماد النحاس، الذي تولى المنصب مؤقتًا عقب رحيل السويسري مارسيل كولر بعد الخروج من دوري أبطال إفريقيا، حيث أظهر الفريق براعة كبيرة في استفادة معظم لاعبي الهجوم وإحراز 8 أهداف خلال مواجهتي حرس الحدود وبتروجيت، وسط أداء يعكس نهجًا هجوميًا جديدًا يليق بحجم القلعة الحمراء، ما يفتح آفاق الترقب لمستقبل أكثر تطورًا.

النقلة النوعية في الأداء الهجومي للنادي الأهلي

في الوقت الذي كان الفريق يعاني فيه من تراجع في الأداء الهجومي تحت قيادة كولر، استطاع عماد النحاس خلال مباراتين فقط أن يعيد النجاعة الهجومية للأهلي، حيث تمكن اللاعبون من التسديد على مرمى المنافسين بـ43 تسديدة سجلوا منها 8 أهداف، ما يعكس نهجًا متوازنًا بين الأداء التكتيكي والفعالية الهجومية، وهو ما جعل الفوز يأتي بأريحية دون الحاجة إلى فلسفة دفاعية معقدة ترهق اللاعبين.

على سبيل المثال، في مواجهة بتروجيت، تسابق لاعبو الأهلي للوصول إلى مرمى المنافس بـ21 تسديدة سجلوا منها 3 أهداف، ثم أعقبها الأداء المدوي أمام حرس الحدود بـ22 تسديدة و5 أهداف، ما يثبت أن تقليل النهج الدفاعي ساهم مباشرة في رفع الحصيلة التهديفية.

كيف أحيا عماد النحاس الهجوم في الأهلي؟

يمكن القول إن السر وراء هذا التطور هو تبني عماد النحاس لفلسفة هجومية صريحة تعتمد على الاستفادة القصوى من إمكانيات اللاعبين دون فرض قيود تكتيكية تعرقل الأداء، حيث لعب الحديدي بخطة ارتكاز هجومي بوجود ديفندر واحد، مع تعزيز الوسط بمزيج من لاعبي الدفاع والهجوم، ما سمح بإيجاد توازن فعال، وشهدنا تغييرات مؤثرة خلال المباريات مثل إشراك علي معلول وأفشة، بالإضافة إلى فاعلية النجم حسين الشحات الذي قدم أداءً مذهلًا.

كما كان للأهلي القدرة على الاستفادة من الأظهرة والمهاجمين، ومعالجة الأخطاء السابقة التي كانت تحصر الفريق في الهجمات المرتدة فقط، حيث أصبح الضغط المكثف على حامل الكرة هو العنوان الأبرز مع توظيف اللاعبين في أماكنهم المناسبة لتحقيق أقصى إنتاجية هجومية.

لماذا تحتاج الكرة الهجومية إلى الاستمرار؟

تحليل التجربة الأخيرة يشير إلى أن الأهلي كفريق كبير يحتاج دائمًا إلى هوية هجومية تعكس قوته وإمكاناته الفنية، فكلما اعتمد الفريق على التوازن بين الدفاع والهجوم دون مبالغة في الجانب الدفاعي، كان الأداء أقرب لتحقيق الأهداف المطلوبة، خاصة مع امتلاك كوكبة من اللاعبين الذين يجيدون التحول السريع والهجوم المنظم.

كما أن الضغط المستمر على دفاع الخصوم يوفر فرصًا أكثر لتسجيل الأهداف والسيطرة على المباريات بسهولة، وقد أوضحت المباراتان أن الأهلي بحاجة إلى الحفاظ على هذه الهوية الهجومية على المدى الطويل مع دراسة وتحليل تكتيكات المنافسين لضمان التفوق في المواجهات الحاسمة والمباريات القادمة داخل وخارج مصر.

إن ما حققه عماد النحاس يعد بمثابة عودة الروح للفريق، وتحفيزًا لكوكبة اللاعبين من أجل تحقيق المزيد من الانتصارات، والاستمرار في تقديم مستوى يليق باسم الأهلي وعراقته في الساحات المحلية والإفريقية.