«انخفاض كبير» يضرب الأسواق وسط ضغوط ارتفاع الدولار الأمريكي المستمرة

أسعار الذهب العالمية شهدت تقلبًا ملحوظًا اليوم، حيث بلغت قيمة الأونصة الواحدة 3,346.25 دولار أمريكي وفقًا لأحدث التحديثات، مسجلة ارتفاعًا نسبته 0.64% خلال الـ24 ساعة الماضية. هذا الارتفاع جاء بعد انخفاضها إلى مستويات 3,320 دولار، مما يعكس تأثير العوامل الاقتصادية المختلفة، مثل تحركات الدولار الأمريكي وقرارات الاحتياطي الفيدرالي.

تحليل سعر الذهب العالمي ومستوى 3300 دولار

يعتبر المستوى 3300 دولار للأوقية دعمًا نفسيًا هامًا لسوق الذهب حاليًا، حيث يظهر التحليل الفني أنه يمثل حاجزًا قويًا لتحديد اتجاه الأسعار المستقبلية. إذا استمر الدعم فوق هذا المستوى، فإن هناك احتمالية لاستمرار الثيران بدفع الأسعار نحو مستويات أعلى، مثل 3,415 دولار، التي شهدت تقلبات الأسبوع الماضي. ولكن، في حالة كسر هذا الدعم، قد تشهد الأسعار مزيدًا من الانخفاض وصولًا إلى مناطق دعم رئيسية إضافية تتراوح بين 3,260 إلى 3,200 دولار.

أثر قرارات الاحتياطي الفيدرالي والدولار الأمريكي على أسعار الذهب

الارتفاع الأخير في قيمة الدولار الأمريكي، مدفوعًا بقرارات الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، أثر سلبًا على جاذبية الذهب كملاذ آمن. رغم استقرار الفائدة بين 4.25% و4.5%، تشير تصريحات رئيس الاحتياطي جيروم باول إلى استمرار الشكوك حول خفض الفائدة قريبًا، مما يرفع الطلب على الدولار ويضع ضغطًا إضافيًا على الذهب. في المقابل، الدعم الناجم عن التوترات الجيوسياسية العالمية ظل ضعيف التأثير نسبيًا أمام هذا الزخم المستمر للدولار.

التوترات الجيوسياسية ومستقبل أسعار الذهب

التوترات الجيوسياسية المستمرة، مثل الهجوم بالطائرات بدون طيار على مطارات موسكو وإغلاق المطار الرئيسي في صنعاء، تشكل بعض الدعم لأسعار الذهب. ومع ذلك، تبقى هذه العوامل عابرة في تأثيرها مقارنة مع تطورات السوق المالية وانعكاساتها على الملاذات الآمنة. يعتمد مستقبل أسعار الذهب بشكل كبير على بيانات البطالة الأميركية القادمة ومخرجات المؤتمر الصحفي للبيت الأبيض الذي قد يعطي مؤشرات واضحة بشأن السياسات الاقتصادية العالمية.

وفي الوقت الراهن، تبقى محاولات الذهب لاستعادة قوة أعلى من مستوى 3,434 دولار رهن تحركات السوق والدعم الفني. إذا اخترقت الأسعار هذه المقاومة، فقد يمتد الصعود لتحدي المستوى القياسي 3,500 دولار. على الجانب الآخر، استمرار الضغوط البيعية قد يؤدي لعودة الأسعار إلى 3,220 دولار، وهو أدنى دعم مسجل خلال الأسبوع الماضي، مما سيجعل المستقبل القريب لسوق الذهب محور اهتمام واسع.