«انخفاض مفاجئ».. أسعار الذهب تتراجع 55 دولارًا مع صعود الدولار الأميركي

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا كبيرًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء 8 مايو/أيار 2025، إذ فقد المعدن النفيس أكثر من 55 دولارًا للأوقية، لتواصل الأسعار تراجعها للجلسة الثانية على التوالي. يأتي هذا التراجع مع صعود مؤشر الدولار الأميركي، بالتزامن مع انحسار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، بجانب تصريحات حذرة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي حول الاقتصاد.

أسعار الذهب اليوم

سجلت أسعار الذهب هبوطًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، حيث انخفضت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو/حزيران 2025، بنسبة 1.64% لتصل إلى 3336.20 دولارًا للأوقية، أي بخسارة تقدّر بـ55.7 دولار. وفيما يخص عقود التسليم الفوري، فقد تراجعت بنسبة 1.01% إلى 3330.54 دولارًا للأوقية. أما المعادن الثمينة الأخرى، فقد شهدت انخفاضًا طفيفًا، إذ هبطت أسعار الفضة بنسبة 0.22% إلى 32.39 دولارًا للأوقية، في حين انخفض البلاتين بنسبة 0.05% إلى 978.47 دولارًا للأوقية، وسجل البلاديوم انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.18% ليصل إلى 964.50 دولارًا للأوقية.
في المقابل، شهد مؤشر الدولار الأميركي ارتفاعًا بنسبة 0.46% ليصل إلى 100.08 نقطة، مما ساهم في زيادة الضغط الهبوطي على أسعار الذهب. هذا الصعود يعكس مرونة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات العالمية الكبرى.

تحليل أسعار الذهب

تعكس تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التوجه المحايد للبنك المركزي الأميركي، حيث أشار إلى أن البنك لا يستطيع اتخاذ قرارات استباقية وسط غموض الأفق الاقتصادي. لذلك، فإن الأسواق تخلو حاليًا من مفاجآت مؤثرة، مما يجعل الذهب معرضًا للتأثر بتحركات العملات والتطورات الجيوسياسية.
يعتبر المحللون أن الذهب لا يزال جاذبًا للاستثمار، خصوصًا كملاذ آمن في أوقات الضبابية الاقتصادية، إذ سجّل المعدن النفيس ارتفاعًا بنسبة 28.6% منذ بداية العام 2025. يعود هذا الارتفاع إلى عمليات الشراء المكثّفة من البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها البنك المركزي الصيني الذي واصل تعزيز احتياطاته الذهبية للشهر السادس على التوالي. وفقًا لتوقعات المحللين، فإن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستظل عاملًا رئيسيًا في تحريك أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

تأثير المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة على الذهب

من المتوقع أن تلعب المحادثات المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين دورًا محوريًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب بالأسواق الدولية، إذ تضم الاجتماعات كبار المسؤولين الاقتصاديين من الجانبين، مثل وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والمفاوض التجاري جيميسون جرير مع القيصر الاقتصادي الصيني هي ليفينغ. ستُعقد هذه المناقشات في سويسرا، وتُعتبر خطوة مهمة لخفض حدة التوترات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
تأمل الأسواق في حدوث تغييرات إيجابية تسهم في انتعاش التجارة العالمية، وهو ما قد يؤثر مباشرة على تحركات الذهب. بالرغم من انخفاض أسعاره حاليًا، يبقى المعدن النفيس محور ثقة المستثمرين، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية المستمرة ومخاطر السوق.