«ارتفاع قياسي» لأسعار الذهب بسبب «مخاوف التضخم» يؤرق الأسواق العالمية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، مدفوعة بالمخاوف الاقتصادية العالمية وتحذيرات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم وسوق العمل، حيث يترقب المستثمرون تطورات محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين خلال الأيام المقبلة، مما أسهم في تعزيز الإقبال على سوق الذهب باعتباره أحد أهم أصول الملاذ الآمن.

ارتفاع أسعار الذهب في المعاملات الفورية

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.9% لتصل إلى 3392.90 دولارًا للأوقية، بينما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.2% لتبلغ 3399.80 دولارًا للأوقية، هذا الارتفاع يعكس توجه المستثمرين نحو شراء الذهب كرد فعل طبيعي على التحذيرات الاقتصادية، فمع تزايد المخاوف من التضخم وتباطؤ اقتصاديات كبرى، يصبح الذهب خيارًا استثماريًا جذابًا لحماية المدخرات من تأثير التذبذبات الاقتصادية، حيث إنه يتمتع بسمعة ممتازة كملاذ آمن في أوقات التقلبات.

كيفية تأثر المعادن النفيسة الأخرى بسوق الذهب

لم يقتصر التحسن على سوق الذهب فقط، بل امتد ليشمل المعادن النفيسة الأخرى، فقد صعدت أسعار الفضة بنسبة 1.2% لتسجل 32.85 دولارًا للأوقية، وزاد سعر البلاتين بنسبة 0.9% ليصل إلى 982.81 دولارًا للأوقية، ومع ذلك، تراجع سعر البلاديوم بنسبة 0.3% ليبلغ 969.93 دولارًا، هذا التباين في الحركة يعكس اختلاف العوامل المؤثرة على كل معدن، حيث تؤثر العوامل الصناعية والطلب التجاري على بعضها أكثر من غيرها، وبينما يستفيد الذهب والفضة من الظروف الاقتصادية الحالية، يواجه البلاديوم تحديات مختلفة مرتبطة بصناعة السيارات.

تطورات محادثات التجارة وتأثيرها على السعر

يتأثر سوق الذهب بشكل كبير بالتطورات السياسية والاقتصادية، خاصة تلك المتعلقة بالتجارة بين الولايات المتحدة والصين، ومع التجاذبات المستمرة بين القوتين الاقتصاديتين، يمكن للمستثمرين توقع تقلبات في السوق تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، فكلما زادت حدة التوترات أو صدرت بيانات سلبية، يزداد الطلب على الذهب كأصل آمن، في مقابل ذلك، يشهد استقرار التجارة حالة من التراجع النسبي في أسعار الذهب نظرًا لتفضيل المستثمرين توجه أموالهم نحو استثمارات أخرى مثل الأسهم أو السندات.

في الأخير، يعتبر الذهب واحدًا من أبرز خيارات الاستثمار الآمنة في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة، حيث يمثل أداءه مؤشرًا قويًا للمتغيرات التي تؤثر على السوق العالمي، ومع استمرار المفاوضات التجارية والتوترات الاقتصادية، يبقى من المهم متابعة التقارير المالية وتحليلات السوق لتحديد اتجاه الأسعار المستقبلية.