«تحذير» المركزي الأمريكي يقفز بأسعار «الذهب» وسط مخاوف من الضبابية الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم مدفوعة بتحذيرات مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي بشأن تصاعد المخاطر الاقتصادية، حيث سلط الضوء على تحديات التضخم وسوق العمل، يأتي هذا في ظل تطلع الأسواق إلى مستجدات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما يعزز حالة عدم اليقين الاقتصادي ويدفع المستثمرين إلى الاستعانة بالذهب كملاذ آمن.

تأثير تصريحات البنك المركزي الأمريكي على أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب صعودًا ملحوظًا بعد تصريح مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي عن مخاطر متزايدة مرتبطة بالتضخم وارتفاع البطالة، حيث ارتفع سعر الذهب في التداولات الفورية بنسبة 0.9% ليصل إلى 3392.90 دولار للأوقية، كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.2% لتسجل 3399.80 دولار للأوقية؛ ويأتي هذا الارتفاع نتيجة تثبيت أسعار الفائدة من قِبل المجلس مع الإشارة إلى التأثير المحتمل للسياسات التجارية الأمريكية الحالية على الأوضاع الاقتصادية.

تحليل الأسواق يشير إلى أن الذهب يعتبر أداة تحوط قوية في فترات الغموض الاقتصادي والسياسي، إذ سجلت مستويات الطلب على المعدن الأصفر زيادات كبيرة فور صدور هذه التحذيرات عن البنك المركزي الأمريكي، ويعزى ذلك إلى انخفاض التوقعات بشأن تخفيض الفائدة، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين.

التوترات التجارية وأثرها على الاستثمار في الذهب

التطورات المرتبطة بالمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تواصل التأثير بعمق على معنويات السوق العالمية، حيث كانت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة أكثر حدة، إذ أكد أن الصين هي من دعت إلى استئناف المحادثات ولكنه أشار إلى رفضه خفض الرسوم الجمركية بهدف تشجيع بكين على التفاوض، هذه التصريحات دفعت الأسواق المالية للبحث عن ملاذات آمنة، وعلى رأسها الذهب.

وتظهر البيانات أن الذهب قد استعاد مكانته كخيار أول في ظل تصاعد الغموض التجاري بين القوى الاقتصادية الكبرى، كما تسهم التطورات الجيوسياسية الأخرى، مثل النزاع بين الهند وباكستان بشأن كشمير، في تعزيز الطلب على المعادن النفيسة، مما يساهم في زيادة الأسعار بشكل عام.

المعادن النفيسة الأخرى وتحركاتها في الأسواق

إلى جانب الذهب، حقق عدد من المعادن النفيسة مكاسب إضافية في الأسواق، حيث صعدت أسعار الفضة بنسبة 1.2% لتسجل 32.85 دولار للأوقية، أما البلاتين فقد ارتفع بنسبة 0.9% ليصل إلى 982.81 دولار للأوقية، بينما سجل البلاديوم انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.3% ليحقق سعر 969.93 دولار، هذه التحركات تعكس تنوع الخيارات الاستثمارية المتاحة في الأسواق وسط التوترات العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن الذهب حقق أعلى مستوياته التاريخية عند 3500.05 دولار في أبريل الماضي، مما يعكس اتجاهًا طويل الأجل نحو الاعتماد على الذهب كأحد الأصول الآمنة، ومن المرجح أن يستمر الطلب عليه بالتوازي مع استمرار العوامل السياسية والاقتصادية المؤثرة في الأسواق العالمية.