«استقرار مفاجئ» لأسعار الذهب وسط بحث المستثمرين عن ملاذ آمن للسوق

شهد الذهب تحركات ملحوظة يوم الخميس، حيث ارتفعت أسعاره مجددًا واستردت جزءًا من خسائرها الأخيرة، وسط تحذيرات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من خطر التضخم وتحديات سوق العمل. وقد ساهمت التوترات الاقتصادية العالمية والمفاوضات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين في رفع درجة عدم اليقين بالنسبة للمستثمرين، مما عزز الطلب على الأصول الآمنة كالمعدن الثمين.

أسعار الذهب تتأثر بقرارات الاحتياطي الفيدرالي

اتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي موقفًا حذرًا بعد أن قرر الإبقاء على معدل الفائدة القياسي ضمن مستويات تتراوح بين 4.25% إلى 4.5%، وأشار البنك إلى استمرار حالة عدم اليقين بشأن الأوضاع الاقتصادية والسياسات التجارية، مما دعم الاتجاه الاستثماري نحو الذهب. وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على ضرورة التريث للحصول على رؤية أوضح قبل اتخاذ قرارات مستقبلية. هذا النهج يعكس حرص البنك المركزي على التوازن في سياسته النقدية، مع تخوف السوق من أي انعكاسات محتملة على أسعار الدولار الأمريكي.

التوترات الجيوسياسية تعزز أسعار الذهب

تواصل الأزمات السياسية العالمية دفع المستثمرين للجوء للذهب كملاذ آمن، خاصة مع استمرار النزاعات في الشرق الأوسط وأوروبا. وشهدت الأوضاع تسارعًا مع سقوط قنابل روسية موجهة على أوكرانيا، وتوتر الأجواء بين الهند وباكستان نتيجة الضربات الصاروخية. كما تفيد التقارير عن وساطات لوقف التصعيد، ولكن حالة عدم الاستقرار تبقى مستمرة، مما يجعل الذهب خيارًا مفضلاً في ظل هذه التحديات الإقليمية. التوترات التي تحيط بأسعار النفط والتضخم تزيد أيضًا من الضغوط على السوق.

التحليل الفني لحركة أسعار الذهب

من الناحية الفنية، تظهر أسعار الذهب زخمًا صعوديًا قويًا مع احتمالية تجاوز مستوى 3400 دولار للأوقية، وهو حاجز نفسي مهم للمستثمرين. المؤشرات الفنية، وفقًا لخبراء التحليل، تفيد باستمرارية الاتجاه الإيجابي، خاصة مع تجاوز السعر مستويات المقاومة قرب 3435 دولار. وقد يؤدي ذلك إلى تعزيز التوقعات نحو استهداف الذهب مستويات قياسية جديدة عند 3500 دولار للأوقية. هذا الأداء يرجع إلى الطلب القوي وسط حالة التذبذب الاقتصادي الحالي.

في الختام، تعكس أسعار الذهب حاليًا التحديات المرتبطة بالاقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية، مما يجعلها خيارًا آمنًا للمستثمرين. ومع استمرار الغموض الاقتصادي، من المتوقع أن تظل الأسعار في مسار صعودي على المدى القريب، ما لم يظهر أي مستجدات تضغط على السوق.