«قفزة تاريخية».. الذهب يسجل ارتفاعًا جديدًا وسط تحذيرات الفيدرالي الأمريكي

تواصل أسعار الذهب تسجيل ارتفاعات ملحوظة على الصعيد العالمي مدفوعة بحالة عدم اليقين الاقتصادي والتوترات المستمرة بين الولايات المتحدة والصين بشأن التجارة، كما لعبت التصريحات الصادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم وسوق العمل دورًا في تحفيز المستثمرين للاتجاه لشراء الذهب كملاذ آمن، مما يعزز من موقعه كأداة تحوط ضد الأزمات الاقتصادية والمالية.

ارتفاع أسعار الذهب عالمياً وتأثيره على الاقتصاد

ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 3409.76 دولارًا للأوقية، بينما سجلت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة زيادة بنسبة 0.7% لتبلغ 3416.70 دولارًا، ويعود هذا الصعود إلى مخاوف المستثمرين بشأن السياسات النقدية للبنك المركزي الأمريكي التي تشير إلى استمرار ارتفاع التضخم وتباطؤ محتمل في سوق العمل، واتجه المستثمرون إلى الاستثمار في الأصول الآمنة مثل الذهب نتيجة هذه التوقعات السلبية والتوترات التجارية.

أسعار الفائدة المنخفضة التي أبقاها مجلس الاحتياطي الفيدرالي دون تغيير تدعم ارتفاع الذهب، حيث أنه لا يدر عائدًا لكنه يعمل كملاذ آمن في وقت الأزمات، مما يجذب الانتباه خاصة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، ومن جهة أخرى تصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مع استمرار فرض الرسوم الجمركية، مما يزيد من الطلب على الذهب كأصل دفاعي.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

يتأثر سعر الذهب بعدة عوامل رئيسية تتضمن السياسات النقدية وأسعار الفائدة، حيث أن أي إشارة لاستمرار انخفاض الفائدة تزيد من جاذبية الاستثمار في الذهب، كما أن التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، مثل النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، تلعب دورًا مؤثرًا في تقلب الأسعار، ويعتبر الذهب أداة تحوط رئيسية ضد التضخم، حيث يزداد الإقبال عليه مع زيادة المخاطر الاقتصادية العالمية، إضافة إلى ذلك، تأثر سوق الذهب بمكانته كضمانة ضد الاضطرابات السياسية التي كانت واضحة خلال الأعوام الماضية.

على صعيد آخر، ارتفعت المعادن الأخرى مثل الفضة التي وصلت إلى 32.82 دولارًا للأوقية بنسبة 1.1%، بينما شهد البلاتين زيادة بنسبة 0.8% ليبلغ 982.05 دولارًا، في حين استقر البلاديوم عند 971.95 دولارًا للأوقية، مما يعكس تزايد الطلب على مشتقات المعادن النفيسة في الأسواق العالمية.

توقعات أسعار الذهب في المستقبل القريب

تشير التوقعات إلى أن أسعار الذهب ستواصل صعودها على المدى القصير، حيث يستعد المتداولون لخفض أسعار الفائدة الأمريكية بما يقارب 77 نقطة أساس خلال الفترة القادمة، ومن المتوقع أن تؤثر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الصين والرسوم الجمركية على الأسعار بخلاف استمرار التقلبات في السوق نتيجة المحادثات التجارية، كما ستدفع المؤشرات الاقتصادية المستقبلية باتجاه المزيد من الاستثمار في الذهب بالنظر إلى استمرارية حالة عدم اليقين الاقتصادي.

الذهب يستمر في إثبات نفسه كأحد أهم الأصول التي تعتمدها الأسواق للتحوط من المخاطر، حيث يعكس الطلب المتزايد عليه قلق المستثمرين من التحديات الاقتصادية العالمية والحاجة إلى حماية رأس المال ضد التقلبات المستمرة، وما يزيد من الاستثمارات في سوق المعادن النفيسة تلك البيئة الداعمة من السياسات الاقتصادية القائمة.