«انخفاض كبير» في أسعار الذهب بأكثر من 1% بعد قرارات الفيدرالي وهدوء التوترات

شهدت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الأربعاء تراجعاً ملحوظاً نتيجة عدة عوامل رئيسية أبرزها ارتفاع مؤشر الدولار وتبعات التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أثرت هذه العوامل على ملاذ الذهب كأصل استثماري آمن، وجاء ذلك وسط تعليقات حذرة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول عن حالة الاقتصاد، مما زاد من ضبابية المشهد الاقتصادي العام.

تأثير قوة الدولار على أسعار الذهب

مع ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.6% مقابل مجموعة من العملات الرئيسية، شهدت أسعار الذهب انخفاضاً واضحاً ليفقد بريقه لدى المستثمرين الذين يحملون عملات أخرى. بلغ سعر الذهب الفوري خلال الجلسة 3368.42 دولار للأونصة، مما يعكس انخفاضاً بنسبة 1.8%، في حين تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنحو 0.9% لتصل إلى 3391.9 دولار. هذا الوضع عزز من قلة الإقبال على شراء الذهب نتيجة ارتفاع تكلفة امتلاكه من جانب المستثمرين الدوليين. كما أن إبقاء الفيدرالي الأمريكي على معدلات الفائدة دون تغيير عند نطاق 4.25% إلى 4.50% أحدث حالة من الخمول في الأسواق المالية.

لماذا يبقى الذهب ملاذاً آمناً رغم التراجع؟

يُعتبر الذهب واحداً من أبرز الملاذات الآمنة في أوقات الضبابية الاقتصادية. رغم الانخفاض الأخير، إلا أنه شهد ارتفاعاً بنسبة 28.6% منذ بداية العام، وهو ما يفصح عن ثقة المستثمرين الكبيرة فيه. المخاطر الجيوسياسية وحركة شراء البنوك المركزية للذهب بشكل مستمر، مثلما فعل بنك الشعب الصيني بزيادة احتياطياته للشهر السادس على التوالي، تعزز هذه النظرة. إلى جانب ذلك، أشار المحلل تاي وونغ إلى أن المستثمرين يميلون لشراء الذهب عند انخفاض أسعاره، كونه يعزز الأمان في أوقات عدم اليقين.

الهبوط في المعادن الأخرى وتأثير الأسواق العالمية

لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، بل امتد ليشمل المعادن الأخرى مع انخفاض أسعار الفضة بنسبة 2.9% لتسجل 32.27 دولار للأونصة، بالإضافة إلى البلاتين الذي هبط بنسبة 0.9% ليصل إلى 975.60 دولار، والبلاديوم الذي سجل تراجعاً بنسبة 1.2% ليبلغ 963.34 دولار. هذا التراجع العام في أسواق المعادن النفيسة يعكس التأثير المباشر للتحركات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية. كما أن المحادثات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين حول الرسوم الجمركية قد تمثل أحد العوامل المؤثرة في تقلبات هذه الأسواق.

يتضح أن مستقبل الذهب وأسعار المعادن النفيسة الأخرى يعتمد بشكل مباشر على المؤشرات الاقتصادية وتحركات الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب التطورات السياسية العالمية، ما يجعل من متابعة أسواق الذهب والمعادن ضرورة للمستثمرين الراغبين في اقتناص الفرص الاستثمارية القادمة.