«تراجع مفاجئ».. الذهب يفقد أكثر من 1% قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي المرتقب

تراجعت أسعار الذهب اليوم متأثرة بعوامل متعددة مثل ارتفاع الدولار الأمريكي والتفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين أمريكا والصين، يأتي ذلك بالتزامن مع ترقب الأسواق لقرار السياسة النقدية الذي سيصدر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قريبًا، ويُعتبر الذهب من أبرز الأصول الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات اضطرابات الأسواق بسبب تقلبات الاقتصاد العالمي وأثر السياسات النقدية.

تأثير الدولار الأمريكي على أسعار الذهب

شهد سعر الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 1% ليصل إلى 3,395.29 دولارًا للأونصة في الأسواق العالمية، كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.6% لتسجل نحو 3,403.50 دولارًا، ويعود هذا الانخفاض إلى ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% مقابل العملات الرئيسية الأخرى، مما يزيد من تكلفة الذهب على المستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى غير الدولار، الجدير بالذكر أن الذهب يتحرك عكسيًا مع الدولار بسبب تأثير ذلك على جاذبيته كملاذ آمن.

أثر المحادثات التجارية بين أمريكا والصين على السوق

التفاؤل في الأسواق ينبع هذه الأيام من الأخبار الإيجابية المتعلقة بمحادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، إذ وافق الطرفان على لقاء رسمي في سويسرا بين كبار المسؤولين، وهذه الخطوة قد تكون أساسية لتحسين العلاقات التجارية وإنهاء الحرب التجارية المستمرة بين العملاقين الاقتصاديين، في حال نجاح المحادثات، قد يؤدي ذلك إلى تعزيز الاستقرار المالي العالمي ولكنه قد يُضعف الطلب على الذهب كأصل آمن في ظل تحسن ثقة المستثمرين.

السياسات النقدية وتأثيرها على المعدن الأصفر

ينتظر المستثمرون إعلان الاحتياطي الفيدرالي بشأن تحديثات السياسة النقدية، ومن المتوقع أن يركز البنك المركزي الأمريكي على ضرورة الحفاظ على معدلات الفائدة المرتفعة بشكل مؤقت، حيث أظهرت البيانات أن خفض الفائدة قد لا يحدث قبل يوليو المقبل وفقًا للتوقعات، وإذا مال الفيدرالي إلى تبني نبرة أكثر تشددًا اقتصاديًا، فقد يشكل ذلك دعمًا لتراجع أسعار الذهب أكثر، الجدير بالذكر أن الذهب الذي لا يدرّ عوائد يتأثر سلبيًا بارتفاع أسعار الفائدة، وبالتالي قد يشهد موجات تراجع متوالية في المستقبل القريب.

رغم التراجع الملحوظ في أسعار الذهب خلال هذه الفترات، يُتوقع أن يواصل المعدن النفيس ارتفاعه على المدى الطويل، حيث تشير تقديرات “بنك أوف أميركا” إلى إمكانية بلوغ الذهب عتبة 4,000 دولار للأونصة في عام 2025، ومع ذلك يعتمد ذلك على تطورات السياسات النقدية العالمية والعوامل الاقتصادية الجيوسياسية التي تلعب دورًا مهمًا في صياغة مستقبل هذا المعدن.