«جهود الأمن».. مصر تعزز الشراكة مع «الفاو» لتحقيق التنمية المستدامة

تعمل مصر على تعزيز شراكتها مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي والتنمية المستدامة، حيث تُبرز الحكومة المصرية أهمية التعاون الدولي والدعم المتبادل لتحقيق الأهداف الوطنية والدولية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030. وتسعى الدولة، عبر جهود وزارتي التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى تحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام يدعم التحول الزراعي والغذائي.

حرص مصر على تعظيم الشراكة مع «الفاو» لتحقيق الأمن الغذائي

تؤكد الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الحكومة المصرية تولي أهمية كبيرة لتعزيز شراكتها مع الفاو لدعم الأمن الغذائي، حيث ترتكز أولويات التعاون على تقديم حلول مبتكرة في مجالات الزراعة المستدامة، والتكيف مع تغير المناخ، والاستثمار في قطاع الأغذية. يأتي ذلك في إطار خطة التنمية المستدامة الحالية (2027)، التي تشمل خمسة محاور رئيسية هي؛ الاستثمار في رأس المال البشري، التنمية الاقتصادية الشاملة، الحوكمة، تمكين المرأة، والاستدامة البيئية، ما يعكس استراتيجية شاملة لدفع عجلة التنمية.

أهداف برنامج «نوفي» وأثره على الأمن الغذائي

قدم الاجتماع بين الجانب المصري ومنظمة الفاو فرصة لاستعراض الجهود المشتركة في تنفيذ برنامج «نُوفي»، الذي يركز على الأبعاد الثلاثية بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة. ويهدف هذا البرنامج إلى تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتحقيق استدامة الأنظمة البيئية في مصر، مع تعزيز قدرة الدولة للتكيف مع التغيرات المناخية. يُسهم «نُوفي» في دعم الخطط الوطنية للأمن الغذائي عبر تطوير البنية التحتية الزراعية، وتوفير الفرص الاستثمارية التي تُشجع على استصلاح الأراضي وزيادة الإنتاجية الزراعية، ما يُعزز أيضًا من فرص تصدير الحاصلات الزراعية المصرية.

تعزيز ريادة الأعمال لدعم الأمن الغذائي

تركز مصر أيضًا على دعم ريادة الأعمال خاصة في القطاع الزراعي كجزء من جهودها لتحقيق الأمن الغذائي. خلال الاجتماع، عرضت الوزيرة المبادرات التي تقودها المجموعة الوزارية لريادة الأعمال والهادفة إلى دعم الشركات الناشئة في تطوير حلول تقنية ومبتكرة للزراعة والغذاء. ويتماشى هذا الهدف مع رؤية الفاو لتعزيز الابتكار والاستفادة من التقنيات الذكية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة. تُعتبر هذه الجهود ركيزة أساسية لتعزيز فرص العمل والدخول إلى أسواق جديدة، خاصة داخل الريف المصري حيث تُساهم في تحسين المستوى المعيشي للفئات الأكثر احتياجًا.

وأوضح الجانب المصري أهمية الشراكات الدولية، من خلال برامج التعاون الثلاثي بين بلدان الجنوب، في تبادل الخبرات والتقنيات، ما يدعم الرؤية الإقليمية لتحقيق التنمية المستدامة في قطاعات الزراعة والغذاء. وتظل رؤية مصر التنموية الطموحة، التي تتكامل مع الأهداف الإقليمية للفاو، بمثابة نموذج ريادي للتكامل بين الخطط الوطنية والدولية.