«صدمة» الصين تشتري مليون أونصة ذهب خلال 6 أشهر فقط

واصلت الصين توسيع احتياطياتها من الذهب للشهر السادس على التوالي، في إطار جهودها لتعزيز موقعها الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الأصول الأجنبية مثل الدولار الأمريكي، حيث بلغت مشتريات بنك الشعب الصيني من الذهب مستويات قياسية بالتوازي مع تصاعد الحرب التجارية وعدم استقرار الأسواق المالية، مما يعكس الاتجاه العالمي للبنوك المركزية نحو الملاذات الآمنة.

تزايد احتياطيات الذهب في الصين

أظهرت بيانات رسمية ارتفاع احتياطي الصين من الذهب بمقدار 70 ألف أونصة تروي في أبريل فقط، ليصل إجمالي ما أضافته إلى حوالي 30 طناً خلال ستة أشهر، ما يعادل مليون أونصة تقريباً، ويرتبط هذا الاتجاه بارتفاع الأسعار بنسبة تقارب 30٪ خلال العام الحالي، مدفوعة بالطلب العالمي المتزايد من البنوك المركزية والمستثمرين الفرديين الذين يبحثون عن حماية أموالهم في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية، وقد بلغت أسعار الذهب الفوري ذروتها تجاوز 3500 دولار للأونصة مؤخراً، مما يعكس ثقة الأسواق في دوره كملاذ آمن.

الصين في مواجهة التحولات الاقتصادية

يبذل بنك الشعب الصيني جهوداً مضاعفة لتعزيز اقتصاد البلاد وسط التوترات التجارية، حيث اتخذ خطوات عديدة مثل خفض سعر الفائدة الأساسية وتقليص نسبة الاحتياطي الإلزامي للمقرضين، وقد ساهمت هذه التدابير في دعم السوق المحلية وتعزيز قدرات البلاد على مواجهة التحديات المالية العالمية، كما تشير البيانات إلى أن الصين تسعى بشكل متسارع إلى زيادة حصة احتياطياتها من الذهب إلى مستويات أعلى بنسبة 20٪ من إجمالي الاحتياطي الأجنبي، وهو ما يقل حالياً عن المتوسط العالمي.

الاعتماد المتزايد على الذهب في البنوك المركزية

تشهد البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم زيادة ملحوظة في مشترياتها من الذهب كجزء من استراتيجية تنويع الاحتياطيات، إذ تُقدر البيانات أن الشراء العالمي ارتفع بخمسة أضعاف منذ عام 2022 نتيجة الأزمات الجيوسياسية وتجميد الأصول الروسية، ويتوقع المحللون استمرار هذا الاتجاه مع مرور الوقت، حيث تؤكد التقارير أن بنك “غولدمان ساكس” يتوقع أن يواصل بنك الشعب الصيني تكثيف شراء الذهب بمعدل متوسط يبلغ 40 طناً شهرياً، وهو معدل يعكس رغبة الصين القوية في تعزيز مكانتها المالية وتحقيق التوازن في احتياطياتها مقابل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

في ختام التحليل، يُظهر المشهد الدولي أن الذهب يواصل لعب دور أساسي في إدارة الاحتياطيات المالية، بينما تبرز الصين كأحد أبرز المساهمين في تعزيز الطلب العالمي، مما ينعكس على ثبات الأسعار وتصاعد أهميته كعنصر اقتصادي استراتيجي في مواجهة التحديات الاقتصادية والتقلبات الجيوسياسية، ليصبح المعدن النفيس خياراً مفضلاً للبنوك المركزية والمستثمرين على حدٍ سواء.