«النفط يرتفع» و«الذهب يتراجع» مع ترقب المحادثات الأميركية الصينية المرتقبة

ارتفعت أسعار النفط مؤخرًا لتتجاوز مستوياتها الدنيا خلال السنوات الأربع الماضية بفعل محادثات تجارية محتملة بين الولايات المتحدة والصين إلى جانب مؤشرات على انخفاض الإنتاج الأمريكي. تأتي هذه التطورات وسط مخاوف من تخمة المعروض وتراجع الطلب العالمي، وهو ما يدفع الأسواق لاعتماد الحذر والتركيز على العوامل المؤثرة في العرض والطلب مع ارتفاع أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط في أحدث التعاملات.

تحليل أسعار النفط وتأثير المحادثات التجارية

شهدت أسواق النفط العالمية تحسنًا طفيفًا في الأسعار نتيجة التفاؤل بالمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي قد تسهم في تقليل التوترات التجارية وتعزيز الطلب العالمي. ارتفع خام برنت بنسبة 0.51% مسجلًا 62.47 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.76% مسجلا 59.52 دولارًا. يعود هذا الصعود الطفيف إلى إعلان تحالف أوبك بلس تسريع زيادة الإنتاج، وهو ما أثار مخاوف متزايدة حول فائض المعروض في الأسواق المرتبطة بنمو الرسوم الجمركية ومعوقات الطلب.

وبحسب المحللين في ING، فإن التقدم في المحادثات واتخاذ إجراءات لخفض الرسوم الجمركية قد يكون ضروريًا لتحسين توقعات الطلب، في حين أن تراجع أنشطة الحفر لدى شركات الطاقة الأمريكية الناتج عن انخفاض الأسعار قد يسهم في تقليص الإنتاج على المدى الطويل، ما ينعكس إيجابيًا على استقرار السوق.

مؤشرات الطلب على النفط وتأثير الإنتاج الأمريكي

يظهر تراجع مخزونات النفط الأمريكية بواقع 4.5 مليون برميل، استنادًا إلى بيانات معهد البترول الأمريكي، تحسنًا طفيفًا في الطلب، ما دعم الأسعار نسبيًا. إضافة إلى ذلك، تزامن ارتفاع الاستهلاك مع احتفالات عيد العمال في الصين، حيث زاد المستهلكون من إنفاقهم خلال عطلة مدتها خمسة أيام، ما انعكس إيجابيًا على توقعات الطلب في الأسواق الصينية. ورغم هذه التطورات، فإن التحديات ما زالت قائمة بسبب احتمالية تأثير الإجراءات التجارية على الاستهلاك العالمي، مما يضع ضغوطًا على تعافي السوق.

أسعار الذهب وتبدّل الحركة بالسوق

على صعيد المعادن النفيسة، هبطت أسعار الذهب اليوم بالتزامن مع توجه الأسواق نحو الإقبال على المخاطرة استنادًا إلى احتمالية استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، ما قلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن. انخفضت أسعار الذهب الفورية بنسبة 1.21% ليصل إلى 3388.5 دولار للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة بنسبة 0.73%. بالإضافة إلى ذلك، فقد تراجعت الفضة بنسبة 1% مسجلة 32.9 دولار، في حين استقر البلاتين عند 988.76 دولار وصعد البلاديوم بنسبة 0.23% إلى 980 دولار.

ومن المتوقع أن تبقى توجهات المستثمرين مرتبطة بمخرجات السياسات النقدية للفيدرالي الأمريكي، حيث يظل الذهب خيارًا استثماريًا في أوقات الغموض وعلى ضوء تأثير أسعار الفائدة على جاذبية المعدن النفيس. كما أن تطورات المحادثات التجارية تلعب دورًا في تشكيل ملامح السوق خلال الفترة المقبلة.